المخاوي……… ..23
.. إشترط "ممتاز دُغمش _ قائد تنظيم جيش الإسلام بغزة والذى يؤتمر بأمر حركة حماس" الإفراج عن ( ١١ ) قيادى إرهابي من المحبوسين فى السجون المصرية وجميعهم من المحكوم عليهم فى تفجيرات طابا ونويبع وذهب وشرم الشيخ وصادر ضدهم أحكام نهائية بالإعدام وجميعهم من المنتمين لتنظيم "التوحيد والجهاد _ المحسوب على تنظيم القاعدة" .. حتى يتم الإفراج عن "الضباط الثلاثة وأمين الشرطة _ المختطفون ليلة ٤ فبراير ٢٠١١"، بطبيعة الحال سيكون السؤال القادم هو : هل إستحابت الدولة المصرية لشروط "ممتاز دغمش" ؟ الإجابة : لا .. مصر لم تستجب لشروط دغمش .. وطلبت الأجهزة الأمنية الجدية فى التفاوض على أن يتم التأكد من وجود "الضباط وأمين الشرطة" عن طريق إجراء إتصال تليفونى بينهم وبين زوجاتهم فى مقر أحد الأجهزة الأمنية وحتى يتم الإستمرار فى التفاوض ، بسرعة مذهلة وافق "ممتاز دغمش" وأكد أنه سيحدد الموعد المناسب عبر وسطاء ، وتم إستدعاء زوجات الضباط الثلاثة وأمين الشرطة لجهة أمنية سيادية وتم التواصل مع "دغمش" عبر الوسطاء ، لكنه رفض ذلك بعد أن شعر بالخوف من إمكانية أن يكون مرصود من الأجهزة الامنية فى مصر .. لكنه عاد _ عبر وسطاء _ وأكد إستعداده للتفاوض وطمأنه أسر الضباط ، لكن تم مطالبته بضرورة تسجيل فيديو لهم وإرساله _ عبر وسطاء _ وبعد ذلك يبدأ التفاوض ، وافق "دغمش" على تسجيل فيديو للضباط الثلاثة وأمين الشرطة وإرساله _ عبر وسطاء _ على ( فلاشة )، وللمرة الثانية يتم إستدعاء زوجات الضباط وأمين الشرطة لمقر أحد الأجهزة الأمنية السيادية إنتظاراً لوصول ( الفلاشة ) حسب الإتفاق ، لكن "دغمش" طلب مزيداً من الضمانات للإفراج عن الـ ( ١١ ) متهم ، فشلت المفاوضات للمرة الثانية ، وردت الأجهزة المصرية بأنه لن يتم الإستجابة على الإطلاق للإفراج عن متهمين بالإعدام وإقترحت الآتى : إرسال مجموعة من المحامين التابعين للمتهمين الـ ( ١١ ) ليقدموا طلبات للنيابة العامة فى مصر لإعادة المحاكمة وإذا قبلت المحكمة الطلبات فإنه ستجرى محاكمات جديدة وسيبقى مصيرهم فى يد القضاء لو تمت إدانتهم لن يستطيع أى مخلوق الإعتراض على المحكمة ولو تمت تبرئتهم سيحصلون على البراءة وسيتم إخراجهم على الفور وإذا رفضت المحكمة قبول طلبات إعادة المحاكمة _ من الأساس _ فهذا حقها ،، لكن "دغمش" رد وقال : إن محاكمتهم غير عادلة وتمت فى عهد مبارك ومبارك فى السجن ،، وكان الرد المصرى النهائى هو : القضاء المصرى عادل وشريف ونزيه ولا تدخل فى احكام القضاء ولا أحد يجروء على التدخل فى القضاء وأحكامه والإستجابة لمثل هذه الشروط سيترتب عليها نتائج خطيرة جداً ولن نقبلها
_____ فى تانى يوم لفشل المفاوضات ، قامت مجموعات مسلحة من التابعين لتنظيم "التوحيد والجهاد _ المحسوب على تنظيم القاعدة" بعملية خطف جديدة فى وسط سيناء لأتوبيس سياحة فى وسط سيناء ضم سياح من الصين وقاموا بسحب جوازات السفر منهم ، وذلك رداً على رفض الدولة المصرية الإفراج عن الـ ( ١١ ) إرهابي الذين حددهم "دغمش"، قامت قوات الأمن بتتبع هذه العناصر وحاصروهم فى المناطق الجبلية وتم التضييق عليهم حتى تم إطلاق سراح السياح الصينيين وإسترجاع "شنطة" كانت بحوزتهم تضم جميع جوازات سفرهم ، وهربت العناصر المسلحة وإتضح أنهم من التابعين لمجموعة "شادى المنيعى _ إرهابي مطلوب للعدالة فى قضايا ارهابية ووالده مصرى ووالدته فلسطينية"
_____ مرت كل هذه الأحداث ومصر كانت تعانى من حراكاً سياسياً فاسداً ، فقد حاولت جماعة الاخوان أن تضغط لإتمام إنتخابات البرلمان وفى نفس الوقت أطلقت أعضاءها للتظاهر أمام بوابات وزارة الداخلية بلاظوعلى وفى مناطق متعددة من المناطق الحيوية بالقاهرة ، وظهرت مظاهرات محمد محمود وشارعى مجلس الشعب والقصر العينى ، ورغم ذلك أجريت انتخابات مجلس الشعب وتحقق للإخوان ما خططوا له ، فقد حصلوا على ( ٤٦ ٪ من مقاعد البرلمان ) وحصل السلفيون حلفاءهم على ( ٢٧ ٪ من مقاعد البرلمان ) وجاء شهر يناير ٢٠١٢ والإخوان يعتلون عرش النفوذ البرلمانى فى مصر
_____ لم تترك التنظيمات الإرهابية الفرصة تمر مرور الكرام وأرادوا الحصول على مكاسب أكثر ، وقرروا فصل "رفح والشيخ زويد" والسيطرة عليها ، لأن الوقت مناسب الأن لتنفيذ ذلك ، وخرج عدد من التنظيمات فى مسيرات كبرى بسيارات نصف نقل دفع رباعى ومثبت عليها "مدفع جرينوف ومضادات للطائرات ومدافع متعددة وقنابل يومية"، وإنضم لهم عناصر سلفية جهادية والإخوان ، وإستمرت المسيرات الى ان جاءتهم التعليمات بساعة الصفر بضرورة الهجوم على جميع المقرات الأمنية فى رفح والشيخ زويد ، وبالفعل حدث ذلك وأطلقوا ( ٤٥٠٠ قذيفة RBG _ القذيفة الواحدة ثمنها ٦٥٠ دولار ) على "مقرات الأمن _ أقسام الشرطة والأمن المركزى والنجدة" ليسيطروا على ( رفح والشيخ زويد ) سيطرة كاملة ، وإنتشرت فى الشوارع مجموعات مختلفة من "كتائب عزالدين القسام _ السلفية الجهادية _ جيش الاسلام _ جماعة جلجلات _ كتائب الفرقان _ العصابات المحكوم على أعضاءها بأحكام جنائية وعسكرية" .. وضاعت " رفح والشيخ زويد " بعد ان إمتلأت جدران شوارعهما بكتابات هى ((( كتائب القسام عائدون ))) ... كانت هذه الأنباء كفيلة بضرورة تحرك القوات المسلحة بسرعة نحو التصدى لهذه الكارثة التى لم تحدث فى تاريخ مصر ، وتم تحصين مديرية أمن شمال سيناء فى العريش تحصيناً قوياً وبجوارها مقر فرع الأمن الوطنى فى العريش حتى لا يتم إقتحامهما ، بدأت قوات ضخمة من الجيش فى التحرك للتصدى للإرهابيين ، وحينما شاهد الإرهابيون الدبابات والمدرعات والقوات الخاصة فروا هاربين الى غزة عبر الأنفاق وأخرون هربوا للإختباء فى "جبل الحلال"
____ هنا ، قررت جماعة الاخوان التعامل مع القوات المسلحة بخطة جديدة أطلقوا عليها "خطة الأمواج" والهدف منها إرهاق الجيش ، بمعنى إحداث موجات من الأحداث المتتابعة كالأمواج ، كل حدث يخلف وراءه كارثة يتم إلصاقها بالجيش .. وجاءت الفرصة بعد إستغلال الإخوان لأحداث محمد محمود وقامت بإصدار بيان رسمى صادر عن مكتب الإرشاد يتهموا فيه الجيش بأنه : قتل المواطنون ويُعطل تسليم السلطة ووصل بهم الأمر إلى المطالبة بإعتذار الجيش ، لم تلتفت القوات المسلحة لآكاذيب الإخوان وكانت تضع همها الأول والأخير على الحفاظ على أمن مصر القومى بعد أن ظهرت جماعة جديدة فى شمال سيناء وأطلقت علي نفسها رسمياً إسم "أنصار الجهاد الذراع العسكرى لتنظيم القاعدة" وفجروا خط الغاز وتم الكشف عن تدفق سلاح ثقيل لهم من ليبيا عن طريق "خمسة مجموعات" وهدفها توصيل "نصف مليون " قطعة سلاح الى سيناء منها ( مضادات للطائرات من طراز SA 14 و SA 16 و SA 18 )