المخاوي…… .. 10
.. لم يستطع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم تمالك أعصابه وكرر ما قاله الإرهابى الذى إعترف بجملتين فى غاية الخطورة قبل أن يموت ، وعلا صوت الوزير موجهاً حديثه لمُساعديه : ( عشماوى وهمام ) مش موجودين من ( ٣ ) ساعات ، "عشماوى" راح لـ "تامر العزيرى" ومعاه خريطة بالتفجيرات ، و "همام" راح "شقة فى منطقة أرض اللواء" ومعاه كل التعليمات والتكليفات بالتفجيرات وأماكنها ، فين ضباط الأمن الوطنى المصاحبين للمأمورية ؟
_ ضابط الأمن الوطنى : تحت أمرك يا فندم .
_ الوزير : سمعت الإعترافات ؟ ، قدامك أهو الإرهابى معترف بمعلومات فى غاية الخطورة ،
_ ضابط الأمن الوطنى : حالاً يا فندم ، كل التفاصيل هاتكون قدام سيادتك خلال ساعات يا فندم
_ الوزير : تقصد خلال دقايق يا حضرة الضابط .
_ ضابط الأمن الوطنى : تعليمات سيادتك يا فندم ،
_ الوزير : ... وخلى بالك إن المفروض أطلع أطمن الرأى العام فى مؤتمر صحفى الساعة ١٢ الظهر ، بس أنا كدا مش هالحق وإنتوا كمان فى الأمن الوطنى مش هاتلحقوا ، أنا عايز معلومات تفصيلية عن : تامر العزيرى وشقة أرض اللواء وإيه خريطة التفجيرات دى ؟ وبلغوا الإدارة العامة للإعلام والعلاقات فى الوزارة يأجلوا المؤتمر الصحفى ساعتين يعنى يبقى الساعة ( ٢ ) الظهر ، والأهم بقى : تجيبوا هشام عشماوى وهمام عطيه من تحت طقاطيق الأرض .
_ يرد كل القيادات والضباط والأفراد الموجودين فى المأمورية على تعليمات الوزير ( فى ٓفٓس واحد وبصوت يرُج "منطقة أم جراف" كلها ) : تعليمات سيادتك يا فندم ، تحت أمرك يا فندم
_ الوزير : بالتوفيق يا رجالة ، ربنا معاكم ، وينصرنا جميعاً ، وطبعاً أنا بشكركم على مجهودكم ، وأوعوا حد يكون زعلان منى ، أنا كنت عايز ( الولد الإرهابى عشماوى اللى بيسموه "المخاوى" ) دا بأى طريقه .. بس حصل خير .. أنا كنت عايز أعزمكم على الفطار كلكم فى ( نادى الشرطة ) ، بس فين السيد المساعد ؟
_ مساعد الوزير للأمن المركزى : تعليمات سيادتك يا فندم
_ الوزير : إعزم رجالتك على الفطار ، وإصرف لهم مكافأة ، مكافأة حلوة يا سيادة المساعد ؟
_ مساعد الوزير للأمن المركزى : حاضر يا فندم
_ الوزير : بالتوفيق ، وعقبال المأمورية الجديدة بس إوعوا يهرب منكم ( المخاوى ) تانى ؟
_ مساعد الوزير للأمن المركزى : هيه المأمورية اللى جاية هايكون فيها ( المخاوى ) برضه ؟
... ( يضحك الجميع بما فيهم "الوزير" الذى يرد ويقول : الله أعلم )
... فى أقل من نصف ساعة كان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم جالساً على مقعده فى مكتبه بمقر الوزارة ، تليفونات كثيرة لا تتوقف مع مساعديه ، وتليفونات أكتر يطلب فيها معلومات عن كل اعضاء التنظيم الذين تم تصفيتهم ، ويتابع ما تم التوصل إليه ، وحينما إطلع على كل التقارير التى وضعت أمامه من كل قطاعات الوزارة توقف أمام عدة تقارير من مديريتى أمن القاهرة والجيزة والأمن العام ، لكنه توقف كثيراً عند تقرير جهاز الأمن الوطنى الذى رصد فيه مايلى :
١_ ( تامر العزيرى ) الذى جاء إسمه على لسان الإرهابى أمام المغارة هو : صديق شخصى لـ ( هشام عشماوى ) ومن أسرة ثرية جداً فى مصر الجديدة ويسكن فى شارع ( عمار بن ياسر ) !!
.. ما أن قرأ "وزير الداخلية" هذه المعلومة حتى قام من مقعده وصرخ : أه يا ولاد الكلب ، شارع عمار إبن ياسر ، يا نهار إسود ، دا ساكن جنب النائب العام بقى .
.. ينادى "وزير الداخلية" على مدير مكتبه ويقول له : هاتلى مدير أمن القاهرة على التليفون حالا.
.. ثوانى كان "مدير أمن القاهرة" يتحدث مع "الوزير" وكان هذا الحوار :
_ الوزير : شددوا الحراسة على المستشار هشام بركات معالى النائب العام
_ مدير أمن القاهرة : الحراسة على سيادة النائ العام مشددة يا فندم ، وفيه تمركز للقوات ، والحراسة مشددة جداً يا فندم
_ الوزير : شددوها كمان ، عايز الدرويات الأمنية فى "شارع عمار بن ياسر" بإستمرار ، الكمائن فى مدخل الشارع ومخارجه ، تابعوا الشقق اللى متأجرة فى الشارع عايز رصد كامل لها .
_ مدير أمن القاهرة : كله تمام يا فندم ، فيه رصد مستمر ويقظة كاملة من القوات ، وعندنا شرطة سرية ، كل البوابين والحلاقين وأصحاب المحلات والعمارات متعاونيين معانا وعملية الرصد مستمرة طوال الـ ٢٤ ساعة ، والأمن متواجد طوال الـ ٢٤ ساعة .
_ الوزير : مش ( شارع عمار بن ياسر ) بس يا سيادة اللواء ، أنا عايزك تشدد الحراسة كمان على مكتب النائب العام من الخارج طبعاً ، ركبوا كاميرات مراقبة ، والشرطة السرية تنتشر فى كل شوارع وسط البلد والتجمع وقدام المكتب ، عايز تمركز للقوات يكون هناك ، وتابعوا خط السير يا سيادة اللواء ، ربنا معاكم !!