Wednesday, December 25, 2019


المخاوي……… 9
... وأوووووووووووووبا .. وسريعاً جداً ، وفى فجر ليلة ( ١٤ سبتمبر ٢٠١٤ ) كانت القوات الخاصة أمام ( مغارة أم جراف ) بمنطقة جبل الجلالة ، وتم تبادل إطلاق النار مع الإرهابيين لمدة تعدت النصف ساعة متواصلة ، وحينما إرتأت القيادة أن الإرهابيين بحوذتهم سلاح متعدد و R B G ( لا تمتلكه الإ الجيوش ) ومتفجرات ، كان القرار السريع وهو : ضرورة إستدعاء قوات مكافحة الإرهاب للتعاون مع القوات الخاصة ، وعدم هدم المغارة على رؤوس الإرهابيين لأنهم مطلوبين أحياء ، فى ذلك الوقت كانت الطيارات العسكرية تتابع الموقف وقوات الصاعقة ( الفرقة الـ ٧٧٧ ) تنتظر التعليمات !!
.. وحينما إستخدم الإرهابيون المتواجدون فى ( مغارة أم جراف ) بجبل الجلالة المتفجرات ومدفع متعدد وال ( RBG ) تم إصدار التعليمات السريعة من قِبل وزير الداخلية شخصياً بدخول قوات مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن التابعة لقوات الأمن المركزى لأرض العمليات ، وخلال ( ٣ ) دقايق فقط كان صوت قائد قوات ضباط مكافحة الإرهاب وهو يتحدث تليفونياً من أمام باب المغارة ويقول (( مبرووووك يا فندم ، تمام يا فندم ، تم تصفية الإرهابيين وجثثهم أهى على الأرض قدامى ، عددهم ؟ عددهم ٩ جثث يا فندم ، أيوا يا فندم لقينا ٣٣ قطعة سلاح آلى و ٤ سلاح متعدد وأسلحة ثقيلة و ٢٥ قنبلة يدوية ، وقاذف RBG ومدفع متعدد و ٢٩ عبوة ناسفة وكميات هائلة من الخزن والذخائر وعبوات بلاستيكية بداخلها مادة الـ TNT الشديدة الإنفجار ومادة الـ C 4 الأشد انفجاراً ، وكرتونة بها مجموعة كبيرة من أجهزة المحمول المرتبطة بدوائر كهربائية وبها شرائح تليفونات كثيرة ، و ٥ كراتين ممتلئة بمبالغ مالية وسياراتين موجودتين خارج المغارة ))
____ كانت كل كلمة يقولها قائد قوات مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن فى التليفون لقائده تنتقل فى الحال لمساعد الوزير للأمن المركزى الذى بدوره كان ينقلها سريعا لوزير الداخلية ، ولم يكن أحد يعلم أن وزير الداخلية يتحدث فى تليفونين فى وقت واحد ، الأول جهاز محمولة الشخصى مع مساعدة للأمن المركزى ، والثاني التليفون الأرضى مع الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع لكى تصل له المعلومات أولاً بأول ، وما أن إنتهى الضابط من سرد كل تفاصيل المأمورية ونتائجها وقال : مبروك يا فندم ، عدد الجثث ( ٩ ) قدامى على الأرض .. !! تنفس الجميع الصعداء وظلوا يهنئون بعضهم البعض على تصفيه "هشام عشماوى" الموجود داخل المغارة حتى يتم حماية مصر من أراد تنظيمه
_ كان الجميع يدرك أن البطل الأول فى هذه المأمورية هو اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية على إعتبار أن كل تقدم يتم إحرازه فى التصدى للإرهاب ينسب له ، وكل تقصير أمنى يحدث ينسب له أيضاً ، وانتظر كل قادة وزارة الداخلية تعليمات معالى الوزير الذى ما أن أنهى مكالمته التليفونية مع وزير الدفاع فى تمام الساعة الرابعة والنصف فجر ليلة ( ١٤ سبتمبر ٢٠١٤ ) حتى أصدر تعليمات الآتية :
١_ يبقى الوضع على ما هو عليه أمام المغارة وقال ( وأنا جاى بنفسى لتفقد الموقف ومشاهده ما حدث والإطمئنان ومؤازرة القوات وتقديم التهنئة لهم فى موقع المأمورية )
٢_ السماح بتصوير زيارة الوزير لموقع المأمورية أمام مغارة أم جراف بجبل الجلالة ، وتفقده للجثث وإذاعة فيديو الزيارة فى كافة وسائل الإعلام
٣_ ضرورة تحديد شخصيات الإرهابيين عن طريق سرعة تحليل الحامض النووى الـ ( DNA )
٤_ إخطار الإدارة العامة للمرور ببيانات السيارتين والتحرى عنهما
٥_ إخطار جهاز الأمن الوطنى بضرورة الإسراع بتجهيز كافة المعلومات الأمنية عن الإرهابيين الـ ( ٩ ) الذين تم تصفيتهم
٦_ إخطار الإدارة العامة للإعلام والعلاقات بضرورة عقد مؤتمر صحفى فى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً أى بعد ( ٧ ) ساعات ونصف من الأن للإعلان عن إحباط أكبر مخطط لتنظيمى انصار بيت المقدس وأجناد مصر الذين يقودهما ( هشام عشماوى وهمام عطيه ) لتفجير البلاد ، والتأكيد على تصفية كبار قادة التنظيمين !!
.... كانت الساعة قد قاربت على ( الرابعة والنصف ) وتم تجهيز إحدى الطائرات لكى ينتقل بها وزير الداخلية إلى موقع المأمورية فى مغارة أم جراف بجبل الجلالة بطريق السويس !!! كان الظلام مازال يعم أرجاء المنطقة وبعد ( ٢٠ ) دقيقة وضع وزير الداخلية قدميه فى موقع المأمورية وسار على قدميه حوالى ( ٥٠ ) متر وهو يقول للقوات : مبروك يا رجالة ، أنجزتم المأمورية على أكمل وجه ، ونجحتم ، وبصراحة شرفتونى وشرفتوا وزارة الداخلية وشرفتوا مصر كلها ، إنتوا رجالة وحميتوا مصر من خطر ( هشام عشماوى ) الولد الإرهابى اللى بيقولوا عليه ( المخاوى ) ، وكمان دراعه اليمين ( همام عطيه ) ، ربنا يحميكوا ويقدركوا على حفظ أمن البلد
___ وصل الوزير إلى باب المغارة وهو سعيد وعلى وجهه علامات الفرح بنجاح القوات فى إنهاء كابوس ( المخاوى ) وأخطر رجاله فى التنظيمات التابعة له ، وظل ينظر إلى الجثث الملقاة على الأرض ، ويتنقل فيما بينها وكاميرا وزارة الداخلية تصوره وهو يبتسم لرجاله ، كان الليل يخيم على المنطقة وطلب الوزير رؤية الجثث بوضوح ..... وكانت المفاجأة التى لم يتوقعها أحد ، فجأة .. بدا على وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم القلق من عدم رؤية الجثث بوضوح وطلب إضاءة المنطقة بكشافات قوات الأمن المركزى وقرر منع إستكمال تصوير فيديو له امام المغارة .
_ وظل الوزير يردد : دى الجثث يا سيادة المساعد ؟ فين الجثث يا سيادة المساعد ؟ أنا عايز أعد الجثث بنفسى ، أدى الجثة الأولى ، وآدى الجثة الثانية ، وآدى الجثة الثالثة ، وآدى الجثة الرابعة ، وآدى الجثة الخامسة
_ مساعد الوزير : وآدى الجثة السادسة !!!
_ الوزير : لا يا سيادة المساعد ، دى نصف جثة ، دا النصف الأسفل من الجثة فقط !!
_ مساعد الوزير : أممممممم لكن يا فندم آدى الجثة السابعة !!!
_ الوزير : لا يا سيادة المساعد ،، دى نصف جثة ، دا النصف الأعلى من نفس الجثة !!!
_ مساعد الوزير : أممممممممم لكن يا فندم آدى الجثة الثامنة !!!
_ الوزير : لا يا سيادة المساعد ، دى نصف جثة ، دا النصف الأسفل من الجثة فقط !!
_ مساعد الوزير : أممممممممم لكن يا فندم آدى الجثة التاسعة !!!
_ الوزير : لا يا سيادة المساعد ،، دى نصف جثة ، دا النصف الأعلى من نفس الجثة !!
_ مساعد الوزير : يا فندم الدنيا ليل ، ويمكن الضابط قائد القوات من فرحته بنجاح المأمورية .....
_ الوزير : من فضلك ماتقولش نجاح المأمورية ، إحنا فشلنا !!
.... بدا وزير الداخلية فى حالة غضب عارمة وقال : أيوا بقى ، قوللى أن الجثث ( ٧ ) بس ، إنتُم حسبتوا الجثتين اللى متقطعين أربع قطع على إنهم جثث كاملة وهما جثتين بس مقطوعين أربع أجزاء ، هاقول إيه لسيادة الرئيس السيسي ، أنا بلغت وزير الدفاع وباركت له وقدم ليا التهنئة ، لازم القوات الخاصة تدخل المغارة تانى ، لازم يتم تمشيط المنطقة بالكامل ، أنا عايز ( جبل الجلالة ) كله يتغربل حتى لو هاتطلعوا فوق الجبل ، داوروا على ( المخاوى وهمام ) ؟ فين "المخاوى" ؟ "همام" فين ؟ أنا عايز ( المخاوى وهمام ) فوراً ؟ عايشين بقى ، جثث ، المهم لازم تجيبوا ( المخاوى وهمام ) ؟ أنا عايزهم من تحت الأرض !!
... وحينما علا صوت وزير الداخلية كان صوت ضعيف ينادى ويتهته ويقول : ( يا سيادة الوزير ، سيادة الوزيرررررر ، سيادة الوزيرررررررررررر !!!! ) .
وإلتفت الوزير ومساعده والضباط ناحية الصوت وكانت المفاجأة فى هذا المشهد الذى لم يتوقعه أحد :
( إحدى الجثث لإرهابى مازال على قيد الحياة ويسيل فى دمه ويتنهد أخر تنهيداته وقلبه يهتز من كثرة نزيف الدم الذى أصابه يقول : المخاااااااااووووووووى وهمااااااااااااااااام هربوووووووا من ( ٣ ) ساعااااااااات !!
_ ليرد أحد الضباط : هربوا فين ؟
_ يصمت الجميع ، والإرهابى الذى ينزف دماً ينطق بأخر جملة قبل أن يقف قلبه وقبل أن تنقطع أنفاسه ويموووووت ويقول : ( هشااااااااااااااااااااااااااااااام عشمااااااااااااااااااااوى المخااااااااااااااوى ) راح عند ( تامرررررررررر العزيررررررررررررى ) ومعاه خريطة بالتفجيراااااااااااااااات ، و ( همااااااااااااااام ) راااااااااااااااااح شقة أررررررررررض اللواااااااااااااء ومعااااااااااه كل التعليماااااااااااات بالتفجيرااااااااااااااات اللى جااااااااااية وأمااااااااااكنها