المخاوي………..8
.. لم يكن يتوقع وكيل نيابة أمن الدولة العليا أن خطر "هشام عشماوى" الشهير بـ ( المخاوى ) و ( همام عطيه ) وتنظيماتهم من الممكن أن يصل إلى المستشار هشام بركات النائب العام ، ولكنه تماسك وقال : الأعمار بيد الله ، كلنا مستهدفون من هؤلاء المجرمون سواءاً كنا قضاة أو ضباط شرطة أو جيش أو إعلاميين ، هما قالوا كدا وهددوا الجميع وهددوا المجتمع كله وقالوها صريحة ( يا نحكمكم يا نقتلكم )
.. وقرر وكيل النيابة إبلاغ مدير النيابة والذى بدوره أبلغ رئيس نيابة أمن الدولة العليا لكى تصل نتائج التحقيق مع المتهم إلى معالى النائب العام .. وحينما علم النائب العام المستشار هشام بركات قال : يااااااااه دى الأعمار بيد الله وماحدش بيموت ناقص عمر .. ووجه حديثه لرئيس نيابة أمن الدولة العليا وقال له : بسرعة يا سيادة المستشار إحنا فى إنتظار بقية الإعترافات وعايزك لما تكلمنى تانى تقوللى إيه هوه المخطط ( خ ) ؟ وإزاى هيتنفذ ؟ ومين عناصره ؟ ومين اللى هيشترك فيه ؟ بالتوفيق للنيابة كلها وربنا معاكوا !!
.. على الفور كان وكيل النيابة قد وصلت له ردود النائب العام ، وإطمئن قلبه ، وهدأ كثيراً عن ذى قبل وقال بصوت هاديء : فعلا ، الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ، وربنا معانا كلنا جيش شرطة قضاء ، ربنا معانا !!
.. عندما إستعد وكيل النيابة لبدء إستكمال التحقيق مع المتهم ، رن جرس التليفون فى مكتبه وكان هذا الحوار :
_ المتصل : سيادة المستشار ( .... )
_ وكيل النيابة : أيوا أنا المستشار ( .... )
_ المتصل : أنا العقيد ( .... ) مدير مكتب مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون
_ وكيل النيابة : أهلا بيك يا سيادة العقيد .. خير ؟
_ المتصل : إحنا كنا عايزين نقول لسيادتك إن المتهم ( .... ) اللى حضرتك بتحقق معاه ، تم إخطارنا دلوقتى بإن ( والده ) توفى من ٣ ساعات لإنه كان مريض وبيغسل كلى ، ومكتب الأمن الوطنى بالدقهلية أبلغنا دلوقتى بإن هناك إقتراحاً بالسماح للمتهم بحضور جنازة والده فى الدقهلية ، وتم إخطار مصلحة السجون ومعالى وزير الداخلية على إعتبار إن المتهم بحوذة مصلحة السجون ، لكن بما إنه فيه تحقيقات شغاله دلوقتى معاه فإحنا حبينا نُخطر سيادتك ، والقرار فى الأول وفى الأخر خاص بسيادتك لأن دلوقتى المتهم فى حوذة النيابة
_ وكيل النيابة : أنا بشكرك يا سيادة العقيد ، تِعِرف إن أنا لسه من دقيقة واحدة كنت بقول : الأعمار بيد الله ، أنا حالاً هأصدر قراراً بضرورة حضور المتهم جنازة والده ، وهابلغ مدير النيابة ورئيس النيابة والنائب العام ، بس أنا ليا طلب بسيط وهو : هل من الممكن أن يحضر المتهم الجنازة بدون ما تكون ( الكلابشات ) فى إيديه ؟
_ المتصل : كدا يا سيادة المستشار أنا مش هاعرف أفيدك لأنى لست صاحب قرار فى هذا الشأن
...... المهم ، أجرى وكيل النيابة عدة إتصالات تليفونية هامة وصعد الأمر إلى القيادات العليا فى النيابة والشرطة وكان هذا المشهد الذى لن يتكرر مرة أخرى ، بل من الصعب تكراره ، ومن الصعب تصور تكراره على الإطلاق !!
_ المشهد هو ( وكيل النيابة يأمر بفك الكلابشات من المتهم ويصدر التعليمات الآتية لمكتبه : جهزوا المتهم وهاتوه تحت وخلوه يستنانى قدام عربيتى ) ، نزل وكيل النيابة من مكتبه وركب فى المقعد الخلفى ولحظات كان المتهم أمام العربية وأمره وكيل النيابة بالركوب بجانبه فى المقعد الخلفى ، وقال للسائق : إطلع بينا على المنصورة !!!
.. أصيب المتهم بذهول ولم يخطر بباله مثل هذه التصرف من وكيل النيابة ، وظلا يتحدثان معاً طوال الطريق !!
.. كان التنسيق يجرى على قدماً وساق بين وزارة الداخلية ووزارة الدفاع من أجل تنفيذ ( مأمورية الفجر ) ، لكن جاءت التعليمات العليا _ العليا قوى _ وهى ( المخاوى مطلوب حياً فقط ) ، كان الشغل الشاغل للشرطة والجيش هو إحضار ( المخاوى ) حياً ، ولذلك تم إتخاذ قرار بمقتضاة إستخدام القوات الخاصة التابعة للأمن المركزى وأيضاً تجهيز قوات مكافحة الإرهاب إذا لزم الأمر .. وكانت القوات المسلحة جاهزة أيضاً للمأمورية بل مستعدة لهدم "جبل الجلالة" فوق رأس الإرهابيين التسعة المختبئين فى ( مغارة أم جراف ) ، وكان اللواء مدحت المنشاوى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزى على علم بالمأمورية وكبار قادة الشرطة من المساعدين للوزير ، ورغم قرار عدم الإفصاح عن المأمورية إلا لمساعدى الوزير ، لكن اللواء مدحت المنشاوى قرر إعطاء نبذة صغيرة للقوات الخاصة عن المأمورية الهامة جداً وقال لأبناءه فى القوات الخاصة هذه الجملة : مصر أمانة فى إيدينا كلنا ، وأمن البلد فى رقبتنا يا رجالة ، "مأمورية الفجر" دى هتحمى بلدنا من الشر وأهل الشر !