"إغتيال كروج" ........... 4 (ج1)
.
في 10 سبتمبر، ذهب رجل يُدعى صلاح قاهر إلى منزل كروج في ميونخ، وزعم أنه ضابط مصري وأن أحد المسئولين ينتظره في فندق تابع للسفارة في ميونخ، وقال له إن الأمر يتعلق بشيء قد يكون يجني من خلاله كروج ربحا كبيرا، وأنه من الصعب اطلاعه عليه، لأنها مسألة حساسة.
حسب المجلة فإن قاهر كان في حقيقة الأمر أحد عناصر الموساد، وأطلقت عليه المجلة اسم "عُديد" وقالت إنه ولد في العراق، وكان يعمل لحساب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي هناك، وتلقى تعليمه في مدارس عادية فيبغداد، مع المسلمين والعرب، ثم ترك البلاد عام 1949، قبل أن يُلقى القبض عليه.
وصل الاثنان، عديد وكروج، إلى المنزل الذي اعتقد العالم الألماني أن المسئول المصري ينتظره بداخله، فخرجا من السيارة، وفتحت لهم امرأة الباب الأمامي، وسمحت لهم بالدخول، ثم أغلقت الباب خلفهما.
وبقى عُديد كما المتفق عليه في الخارج، وكان 3 عملاء آخرين في انتظار العالم الألماني بالداخل، والذين فاجأوه بعدة ضربات، ثم كمموه وقيوده، ثم فحصه طبيب فرنسي يهودي كان مُجنّدا في الفريق، والذي وجد أن كروج مُصاب بصدمة بسيطة، لذلك رفض منحه أي مُهدئ للأعصاب، وفي تلك اللحظة قال له عميل بالموساد باللغة الألمانية "أنت سجين، افعل بالضبط ما نريده، أو سنقضي عليك".
وافق كروج على الانصياع لأوامرهم، حسب المجلة، ووضعوه في حجرة صغيرة بها سرير واحدة بُنيت في سيارة فولكس فاجن، وضمت كل أعضاء الفريق من ضمنهم هارئيل، وانطلقت السيارة إلى الحدود الفرنسية. ووصلوا إلى مدينة مرسيليا، وكان العالم الألماني مُخدرًا، وسرعان ما وضع على طائرة شركة "العال" الإسرائيلية التي تنقل مهاجرين يهود من شمال أفريقيا إلى إسرائيل.