"إغتيال كروج" ............ 3 (ج1)
.
وعلمت إسرائيل أن اثنين من العلماء البارزين المعروفين دوليًا، يديران برنامج الصواريخ المصري، وهما يوجين سانجر، وولفجانج بيلز، واللذان لعبا دورًا بارزًا في تطوير مراكز بحثية خلال الحرب العالمية.
وتُشير المجلة الأمريكية إلى أن العلماء الألمان تقربوا من النظام المصري في عام 1959، بعد معاناتهم من الظروف التي آلت إليها الحياة في ألمانيا، واقترحوا على عبدالناصر تطوير برنامج مصر الصاروخي، فرحب بالفكرة .
أنشأ خليل نظامًا مُنفصلاً تماما عن باقي أجهزة الجيش المصري للعلماء الألمان، الذي زاروا مصر في أبريل 1960، وفي أواخر عام 1961، انتقل العالمان سانجر وبيلز إلى مصر، وعينا حوالي 35 خبيرا وفنيا ألمانيا ليكونوا ضمن فريقهم. وتم تجهيز المنشآت المصرية، وضمت مراكز اختبار، ومعامل، ومساكن فاخرة للعلماء، الذي حصلوا على رواتب جيدة، وتم تعيين بول جوركه وهاينز كروج، مديرين الإدارات.
ورغم معرفة الموساد بما يجرى بالتحديد في مصر، إلا أنه تلقى أخبارًا سيئة، ففي 16 أغسطس 1962، التقى ايسار هارئيل، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي مع بن جوريون، ومنحه وثيقة عبارة عن رسالة كتبها العالم الألماني بيلز لمديري المشروع في مصر، تشمل قائمة بالمواد التي يجب الحصول عليها من أوروبا لتصنيع 900 صاروخ.
أثارت الوثيقة المخاوف بين الخبراء الإسرائيليين، حسب المجلة الأمريكية، التي أشارت إلى أن بن جوريون دعا إلى عقد اجتماع فوري مع كبار مسؤولي وزارة الدفاع، ومن هنا جاءت فكرة اختطاف العلماء الألمان والقضاء عليهم.
ومع نهاية أغسطس 1962، سافر هارئيل، رئيس الاستخبارات الإسرائيلي، إلى أوروبا للعمل على تنفيذ الخطة. وتقول نيوزويك إنه بعد أسبوعين من المحاولات الفاشلة لاختطاف بيلز، قرر هارئيل التعامل مع كروج.