Thursday, August 12, 2021

 البيه البواب .......٦ والاخيرة

في كوخ الاسرة جلس مع الاسرة بعد غياب سنوات وبعد ان نام الجميع خرج متلصصا من معسكر الشاطئ في اتجاه الصحراء حيث البقعة التي القي فيها بكيس القماش الذي يحتوي علي ادوات العمل وبعد ساعتين زاحفا علي ركبتيه عثر علي الكيس ......... كانت رحلة العودة تتطلب نفس الحذر والحيطة ففضل الابتعاد عن الطريق الممهد وسلك طريق الصحراء والرمال فقد قطع المسافة الخطرة ولم يتبق له الا 3 كيلو متر ليصل الي كوخ الاسرة .........
وفجأة سمع صوتا والاضواء تغمرة قف والا اطلقت النار كانوا مجموعة من الجنود وعلي راسهم ضابط اشبه بقطاع الطرق سأله بلسان ملتو انت عربي أجاب البواب وهو يرتعد نعم وكان يدعو الله ان لا يفتشوة طمعا في السجاير والنقود والخاتم الذهبي كما تعودوا ويتركوه
امرة بان يجلس القرفصاء وهم يطلقون النار فوق رأسة ويضحكون بعد فترة امرة كبيرهم بان يجري وينصرف وهم يلاحقونة بالطلقات بجوار قدميه وعندما ابتعد مسافة كافية انبطح علي الارض وهو يبكي لاهثا ....... وصل لكوخ الاسرة واخفي معدات العمل المرعبة ونام ساعة واشرق الصبح فخرج يبحث عن عمل تنفيذا للخطة
.... وصل الي المصنع وقدم طلبا للعمل بمؤهلة الفني الصناعي وخبرتة التي اكتسبها في مصنع الحديد والصلب المصري ولكن مدير المصنع قال له لا توجد الا وظيفة عامل قمامة !! ووافق حسن المهم ان يدخل المصنع لتنفيذ الخطة ضحي بكل شئ وتحمل رزالة واستعلاء المدير بعد ان تصنع المسكنة قائلا اي عمل ايها السادة انني لم آكل منذ يومين والتحق بوظيفة عامل نظافة في مصنع مختــشـيم ورغم ذلك كان يشعر بالسعادة فها هو اخيرا وجد الطريقة للمساهمة باي جهد لخدمة وطنة.
.. كانت أعمال النظافة ساترا جيدا لجمع اي مستندات او مسودات من مكاتب مهندسي التصميم ومكاتب الحسابات والمخازن واقسام المتابعة وقوائم المشتريات وجداول الانتاج وتقارير المتابعة الفنية وكل اسرار ومستندات المصنع وفي نهاية كل يوم كان حسن البواب يجمع ما يجدة في سلة مهملات المكاتب واصبح منظر حسن وهو يتجول داخل مكاتب وعنابر واقسام المصنع بثيابة المتسخة الممزقة وقامتة النحيفة وكيس القمامة المدلي علي ظهرة مألوفا للجميع
كان عمال المصنع يضايقونة ويسخرون منة وبعضهم كان يتطاول عليه وكان يتعجب من سلوكهم فهم ايضا يعانون من الاضطهاد لانهم من يهود الشرق ويهود الشرق هم أدني فئة في اسرائيل
ونصل الي الفقرة الاهم في قصة بطلنا الفلسطيني ...
كان مصنع مختشيم قد تحول بالكامل الي الي الانتاج الحربي وكان كل ما ينتجة يحمل الي المواقع العسكرية . قطع ضخمة من الصلب وقضبان متشابكة من الصلب تتوجة الي خط بارايف لاستخدامها في اعمال التكسية وتدعيم الاسقف وعندما كان يصادف قطعة لا يعرف استخدامها كان يرسمها بمهارة ويرسلها للقاهرة
والاروع انة رفض السكن بجوار المصنع في بئر سبع وكان يقطع المسافة يوميا من غزة الي بئر سبع ليرصد الطريق والمواقع العسكرية و كل شئ يقابله استلزم ذلك منه ان ان يستيقظ في الخامسة صباحا ويرجع لكوخة في غزة منتصف الليل
من حسن البواب عرفت القاهرة آثار حرب الاستنزاف علي اسرائيل فقد صدرت الاوامر الي مصنع مختشيم بان يصنع كمية هائلة من ابر ضرب النار علي فترات متقاربة بطريقة محيرة غير مفهومة عرفت القاهرة من الرسومات التي ارسلها حسن البواب انها خاصة بالمدفعية ومواسير الدبابات وبعملية حسابية بسيطة عرفت القاهرة ان عمر الابر لا يتفق مع ما تطلقة المدفعية الاسرائيلية من ذخيرة وكان معني ذلك بوضوح ان الجنود يعطلون المدافع عن طريق ابر ضرب النار ولانه كان من المعروف لدي الجنود اليهود ان المدفع الذي يطلق طلقة واحدة لن يستطيع تكرارها فآثروا السلامة بعدم اطلاق النار بحجة تلف ابرة ضرب النار
تاكدت القاهرة من هذة المعلومة من مصادر اخري
كذاك امد حسن القاهرة بمعلومة علي قدر كبير من الاهمية ......... فقد تواترت الانباء ان الجيش الاسرائيلي يجري ابحاثا لتقوية دروع الدبابة السونتريون حتي لا تخترقها القذائف المصري واشيع انهم نجحوا في ذلك وانهم تغلبوا علي المعادلة الصعبة التي واجهت صانعي الدبابات في العالم في التوفيق بين سمك و قوة الدرع وسرعة الدبابة
وارسل البواب في نوفمبر 1969 رسالة علي عنوان في اوربا مفادها ان الجيش الاسرائيلي اعاد الي المصنع كمية كبيرة من الواح الصلب مزودة بمشابك خاصة وحدد مواصفاتها بدقة وذكر ان هذة الالواح كانت تحمل اثار ثقوب يبدوا انها من قذائف مضادة للدروع وبمراجعة هذة المقاسات المعروفة علي الدبابة السونتوريون اتضح انها مطابقة لها بل ومطايقة لمقطورة البنزين التي تربط في المؤخرة وعرفت القاهرة ان اليهود فشلوا في التطوير وان دروع الدبابة بقيت كما هي ولو كان اليهود نجحوا في التطوير لكان علي القاهرة ان تعدل ايضا في قوة قذائفهم المضادة للدروع ولم يكن ذلك هين التكاليف
وارسل حسن البواب معلومة اخري هامة كان لها اثر كبير في نصر اكتوبر إذ كلف مصنع مختشيم بانتاج كاسحة الغام صغيرة الحجم بمواصفات خاصة وعرفت القاهرة اطوال الذراع الكاسح وكل ما يخص هذة الالة بدقة وعلي الفور صدرت الاوامر لجماعات المهندسين العسكريين التي كانت تتسلل خلف خطوط العدو بعمل الاجراءات المضادة لتقليل فاعلية كاسحة الالغام وبديهي ان المسافة بين كل لغم ولغم كانت تزيد عن طول الاسطوانة الكاسحة فلم تكن تصل اليها
وازداد نشاط البطل حسن البواب وتعدي مصنع مختشيم الي آفاق اوسع إذ تذكر عمتة المسنة في يافا التي لم تتمكن من الرحيل فكان يذهب لزيارتها كل اسبوع وكان يرسل بيانات المواقع العسكرية ومحطات الرادار التي يراها بطريقة فذة لم يسبقة اليها احد (( كان يضع مواقع الاسلحة والمعسكرات علي خريطة بمقياس رسم كبير .... كلما كان مقياس الرسم كبيرا كلما كانت الخريطة صغيرة بعد ذلك يضع ورقة بيضاء فوق الخريطة ويضع نقطة علي كل موقع ........ ويرفع الورقة البيضاء ويرسم عليها صورا لطيور جميلة ملونة بالوان زاهية.................... وكل موقع كان يمثل عين لطائر ويرسلها للقاهرة مع بعض عبارات الغزل لحبيبتة وفي القاهرة كان الخبراء يضعون هذ الورقة الجميلة التي تحتوي علي بعض صور ملونة للطيور علي خرائط بنفس مقياس الرسم ثم يثبتون دبابيس علي اعين الطيور بدقة وعناية وبذلك كانت القاهرة علي علم بمواقع كل المعسكرات في اسرائيل هذة بعض اعمال حسن وغيرها كثير
وترجع اهمية حسن البواب كجاسوس ماهر الي انه اتقن دورة بتفاني واخلاص رغم المهانة التي كان يلاقيها في جمع المعلومات من عمال ومهندسي مصنع مختشيم
بعض جواسيس مصر كانوا يتمتعون بمكانة ورغد العيش واحترام الاسرائيليين فلم يكونوا يعانون الا من مشقة جمع المعلومات اما صديقنا حسن فقد كان يعاني من مشقة جمع المعلومات بالاضافة الي مشقة الحياة وسوء المعاملة والاحتقار من الاسرائيليين كعامل نظافة تلك هي هي عظمتة