المخاوي… ..25 و نهاية 🔚 الحلقة الثانيه
.. كان قرار ترشح "خيرت الشاطر" لرئاسة الجمهورية إيذاناً بأنه "المُهيمن الأول والأخير" على القرارات داخل جماعة الإخوان ، ولذلك رأى أنه لابد من الإسراع فى السيطرة على الحكومة وتمهيد الأرض له وليكون ( One man show ) ويصبح "الرجل الأول" فى مصر .. وفى ( ٨ ابريل ٢٠١٢ ) تم فتح باب الترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية .. بعدها بـ ( ٤٨ ساعة ) كانت محكمة القضاء الإدارى قد أصدرت حكمها بحل الجمعية التأسيسية للدستور التى كان قد شكلها الإخوان .. على الفور أصدرت جماعة الإخوان بياناً غير مسبوق أكدت فيه أن تخوفها من إتجاه المجلس الأعلى المجلس للقوات المسلحة نحو التدخل فى انتخابات الرئاسة وتزويرها لصالح أحد المرشحين العسكريين .. لكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة رد سريعاً على بيان الإخوان وأصدر بياناً قوياً يؤكد على عدم تدخله فى انتخابات الرئاسة القادمةويُذٓكِر بأن بيان الإخوان لمهاجمة المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدفع البلاد لتكرار أحداث الصدام بين الجيش والإخوان عام ١٩٥٤ .. لكن جماعة الإخوان لم تتعظ ودعت أعضاءها وأنصارها للتظاهر فى ميدان التحرير فى ليلة الجمعة ( ١٣ إبريل ) أطلقوا عليها "جمعة حماية الثورة" وحضر كافة قيادات الإخوان والتيارات المتطرفة وتم تحريضهم ضد ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة وكانوا يقولون نشيد واحد متفق عليه وهو ( العسكر لازم يمشي .. "سليمان" مايحكمشي .. الثورة مانتهتشي .. الإخوان مابتهزرشي )، وفى ظهيرة ( ١٥ إبريل ) أعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة إستبعاد كل "عمر سليمان _ خيرت الشاطر _ حازم صلاح أبو اسماعيل" من سباق الترشح للرئاسة .. وعلى الفور دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة _ فى نفس اليوم _ لإجتماع عاجل مع الأحزاب والقوى السياسية ، لكن الأحزاب والقوى السياسية كانت غير جديرة بتحمُل المسئولية فى الوقت الصعب الذى كانت تمر به البلاد .. وإستمرت حالة الفوضي فى مصر حتى إلتقى الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل بالمشير حسين طنطاوى وإقترح عليه : ضرورة إستبعاد الدكتور كمال الجنزورى من رئاسة الحكومة وترك رئاسة الحكومة لجماعة الإخوان والإدعاء بأنهم القوى الوحيدة المُنظمة فى المشهد السياسي وهم الوحيدون القادرون على إدارة شئون البلاد والسيطرة على الشارع وتهدئة الأجواء ، رفض المشير طنطاوى هذا الإقتراح رفضاً قاطعاً بل أنه رفض مجرد الحديث فى هذا الشأن لأن غرضه تسليم الحكومة بميزانيتها ومؤسساتها وهيئاتها لجماعة الإخوان .. وظل الإخوان يطعنون فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى وطلبوا _ بحكم سيطرتهم على البرلمان _ الحصول على حصة فى الوزارة وترشيح أعضاء من الإخوان لتولى وزارتين وتحديداً وزراء "الداخلية والعدل" وتحججوا بأنهم خائفون من قيام الوزارتين بالمشاركة فى تزوير إنتخابات الرئاسة رغم ان الوزارتين هما المشرفان على انتخابات البرلمان التى فاز بها الإخوان ، ليس هذا فقط : بل طلبوا وزارتى "الإوقاف والتعليم" لإخراج أجيال صغيرة تابعة للإخوان وتتبنى أفكارهم .. لكن تم رفض طلبهم رفضاً قاطعاً
_____ على إثر ذلك : وللمرة الثانية ، أراد الإخوان ترهيب المجتمع وقاموا بدعوة أعضاءهم وأنصارهم من الدعوة للسلفية الجهادية والجماعة الإسلامية لتظاهرة كبرى فى ليلة ( الجمعة ٢٠ إبريل ٢٠١٢ ) أطلقوا عليها "جمعة المصير" والتى تعتبر من أخطر التظاهرات منذ أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ بل ومن أسِود أيام مصر على الإطلاق ، حيث حضر قيادات السلفية الجهادية والجماعة الإسلامية وجاء الإرهابيون من كل فج عميق ، وشارك فيها قيادات السلفية الجهادية ومنهم "محمد الظواهرى _ مرجان سالم الجوهرى _ احمد عشوش _ داوود خيرت _ عادل شحتو _ خالد الزمر"، وشاهدنا "ميدان التحرير" وقد إمتلأ بأعلام تنظيم القاعدة السوداء وهتافات منها "الشعب يريد تطبيق شرع الله" و "قادم ، قادم يا إسلام .. حاكم ، حاكم بالقرآن" و "الظواهرى قال لنا .. الجهاد فى عِزنا"
_ وقد شارك "حازم صلاح أبو اسماعيل" وأنصاره وألقى كلمة _ فى غاية الخطورة _ قال فيها بالحرف الواحد ( نرفض أن يكون وزير الدفاع من ضباط الجيش ، ولماذا أغلبية مجلس الدفاع الوطنى من ضباط الجيش ؟، ولماذا تكون ميزانية الجيش سرية ؟، ونطالب بإستبعاد النائب العام ، وسنقوم بتحويل الشوارع إلى أموات لكى نُجبر النائب العام على الرحيل ، وستطبق الشريعة ، ونُحذر ونقول : إن السهم إذا خرج من القوس إنطلق ولن يعود مرة أخرى )
_ وألقى "احمد عشوش _ مُنظرالسلفية الجهادية وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة على جميع المشايخ فى رفح والشيخ زويد" هى الأخطر على الإطلاق وقال بالحرف الواحد ( إننا لا نزايد على موقف إخواننا المجاهدين فى سيناء ، لأن قضيتهم واحدة هى : تحرير بيت المقدس ، وأننا تأثرنا بفكر "محمد عبدالسلام فرج _ قاتل الرئيس السادات"، وتنظيم القاعدة بالنسبة لنا هو بيت الشرف وعنوان المجد وموطن عِزة الأمة لأن هذا التنظيم هو الأمين على مقدرات المسلمين فى مقابل حكام يبيعون شعوبهم بأرخص الأثمان ، وعلينا أن نُحيي "أسامه بن لادن" حياً وميتاً )
_ وقال "محمد الظواهرى _ شقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة" نصاً ( لو أنصفت ثورات الربيع العربي لإتخذت من "بن لادن" رمزاً للبطولة والفداء والتضحية ، ونقول أننا نتشرف بأن نكون إمتداداً لتنظيم القاعدة فى عقائدة ومبادئه وأفكاره لأنهم إمتداد لتنظيم الجهاد )
________ وصلت رسائل "خيرت الشاطر _ الذى تبنى سياسة الصدام مع الجيش وجميع القوى السياسية من أجل تحقيق طموحه للسيطرة على مصر" ليس للقوات المسلحة فقط ولكن رسائله وصلت لجموع الشعب المصرى الذى شاهد أعلام تنظيم القاعدة فى ميدان التحرير ، وأدرك الجميع خطورة ما ستُقبل عليه مصر خلال الفترة القادمة
____ كانت تحركات الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء وقتها تهدف لعدم تعرض مصر للإفلاس خاصة وإن الإقتصاد كان على حافة الهاوية ، ولجأ "الجنزورى" لكل من "السعودية والإمارات" للحصول على دعمهما ومساندتهما للشعب المصرى ، وبالفعل وافقت السعودية على إقراض مصر ( ٣, ٢ ) مليار دولار ، وكانت التعليمات الإخوانية بإفشال حكومة الجنزورى وإفشال القرض السعودى ونظم الاخوان مظاهرات سافلة وإعتصامات مُغرضة أمام السفارة السعودية بالقاهرة وألقوا زجاجات المولوتوف على مبنى السفارة والسبب هو : الإدعاء بحبس ناشط مصرى فى السعودية والمطالبة بالضغط على السعودية من اجل الإفراج عنه ، رغم أنه متلبس بحيازة وتهريب مواد وحبوب مخدرة ومحكوم عليه بالحبس طبقا للقضاء السعودى .. وأطلق "الشاطر" رجاله وشباب الجماعة لاستهداف السعودية ومهاجمتها بسفالة فى كل وسائل الإعلام وذادت سفالتهم تحديداً فى ( قناة العالم ) الإيرانية للنيل من السعودية والتشهير بها وتهديدها والتطاول عليها ، مما إضطر السفير السعودى بالقاهرة إلى غلق السفارة والعودة لبلاده ... وأيضاً كانت "الإمارات" قد وافقت على دعم الحكومة المصرية مالياً وإستجابت لدعوة الدكتور الجنزورى ، لكن الإخوان أرادوا عرقلة أى تحرك للجنزورى ، وقام "يوسف القرضاوى _ قيادى إخوانى هرب الى قطر فى عهد عبدالناصر وحصل على الجنسية القطرية" بتوجيه اتهامات للإمارات ومهاجمتها على شاشة قناة الجزيرة ، وأيضاً قام "محمود غزلان _ المتحدث بإسم الإخوان" بتهديد الامارات علناً وإعلانه عن قدرة الاخوان فى الامارات على القيام بثورة هناك .. لم ينس "الشاطر" تحريض المشايخ التابعين له فى "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" على التحريض ضد السعودية والامارات .. ولم ينس أيضاً تحريض التنظيمات فى سيناء ضد القوات المسلحة واستئناف عملياتهم مرة أخرى .. لكن ما هو رد فعل المشير طنطاوى ؟
____ فى ( ٢٩ إبريل ٢٠١٢ ) فاجئت القوات المسلحة الجميع وقامت بالإعلان عن إجرائها أكبر مناورة عسكرية تكتيكية للجيش المصرى فى سيناء وقامت بالمناورة تشكيلات من الجيش الثانى الميدانى إستمرت لمدة ثلاثة أيام شارك فيها عناصر من ( المشاة الميكانيكى _ وحدات المدرعات _ المدفعية _ القوات الجوية _ الدفاع الجوى _ عناصر من القوات الخاصة ) .. وكانت مناورة الجيش واضحة وتهدف لإرسال رسالتين للتنظيمات الإرهابية ودعاة الفوضى :
( الرسالة الأولى ) : ان الجيش قادر على هدم "جبل الحلال" على رؤوس الإرهابيين ومساواته بالأرض .. والإستعداد القتالي العالى للضباط والأفراد والجنود
( الرسالة الثانية ) : عودوا لجحوركم كالفئران المذعورة .. ولن نسمح أبداً بترويع وتهديد الشعب المصرى