بقية المخاوي.…… 18
_ طوال الفترة من منتصف عام ٢٠٠٦ وحتى عام ٢٠٠٩ كانت المطاردات الأمنية للتكفيريين كلها تصُب فى إتجاه "إستئصال" هذه العناصر من شمال سيناء ، لكن كانت هذه العناصر تهرب إلى "جبل الحلال" لدرجة إن جميع العناصر التكفيرية فى الأساس من المنتمين لجماعة الإخوان ثم تحولوا للفكر السلفى الجهادية وتبنوا أفكار الجهاد قد عرفوا أن مكان تجمعهم وهروبهم من العدالة هو "جبل الحلال" وأن مآواهم الأخير فى "مغارات جبل الحلال"
_ فى أوائل عام ٢٠٠٩ دعت حركة حماس جميع الفصائل الفلسطينية وجميع التنظيمات التكفيرية الموجودة فى غزة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل ، هنا حدث "الصدام الثانى" بين حركة حماس من جهة والفصائل والتنظيمات التكفيرية من جهة أخرى ، وعلى أثر ذلك : كان الهروب الثانى لجميع أفراد ومجموعات هذه الفصائل والتنظيمات عبر الأنفاق إلى ( جبل الحلال ) فى سيناء ومعهم أسلحة لا حصر لها ، لدرجة أن هناك تنظيمات بأكملها قد هربت من جحيم حركة حماس إلى "جبل الحلال" ومنها "جماعة أنصار الله" و "تنظيم جيش الإسلام" وهما من التنظيمات التى رفعت شعار الجهاد فى غزة ، ليس هذا فقط : فبعد إعلان هذين التنظيمين عن تأسيس كلاً منهما لإمارة إسلامية فى غزة بعد اعلان حماس وقف إطلاق النار مع اسرائيل فى عام ٢٠٠٩ ، فوجيء أهالى غزة بـ ( ٧ ) تنظيمات أخرى تعلن عن تأسيسها إمارات إسلامية فى غزة ومنهم ( مجلس شورى أكناف بيت المقدس _ جماعة أنصار الجهاد _ ألوية الناصر صلاح الدين _ جيش الأمة _ جند الله _ جماعة أنصار الشريعة )، وكان من نتائج هذا الصدام بينهم وبين حركة حماس أن أعلنوا عن هروبهم جميعاً إلى ( جبل الحلال )
.. يعلم القاصي والدانى أن وجود مثل هؤلاء المتطرفون التكفيريون الإرهابيون الغزاويون فى " مغارات جبل الحلال" مع اعضاء "تنظيم التوحيد والجهاد" الهاربين من الملاحقات الأمنية وبالقرب من المسجلين خطر الفارين من العدالة ومع تجار المخدرات وتجار الأعضاء البشرية كل هذا سينتج عنه : إختلاطهم ببعضهم البعض وتنامى افكارهم المتشددة وإمتزاج التنظيمات فى عملية تم تسميتها بـ( تبادل الخبرات ) والتحالف معاً كتنظيمات متطرفة والإستقرار فى ( جبل الحلال ) حتى إشعار أخر
.. فى هذه الأوقات لمع إسم "ممتاز دُغمش _ كان عامل بوفيه فى جهاز الأمن الوقائى الفلسطينى أثناء فترة رئاسة محمد دحلان له" قائد تنظيم جيش الإسلام فى غزة والذى بايع تنظيم القاعدة وتبنى نفس شعارها وهو "جئناكم بالذبح" وكانت قوة تنظيم "دغمش" تتمثل فى أنصاره الذين وصل عددهم لحوالى ( ٣٠٠٠ ) عضو ، معظمهم من الغير متعلمين ويعملون فى حِرف يدوية ولا يجيدون القراءة والكتابة ويريدون إقامة إمارة إسلامية ويحصلون على أموال من عمليات الخطف والبلطجة وأعمال العنف ، وإنتقل معظمهم إلى "جبل الحلال" وإنتشروا بداخل مغاراته ، وظهر إيضاً "توفيق فريج _ مصرى" والذى إتضح إنه القائد الجديد لتنظيم "التوحيد والجهاد" بعد أن نجح فى لم شمل أعضاء التنظيم من جديد تحت قيادته ، إضافة إلى "محمد على عفيفى _ مصرى" و"هشام السعيدنى _ مصرى" و "أيمن محارب _ مصرى" و "يسرى محارب _ مصرى" و "أحمد محمد صديق _ فلسطينى" و "خالد محمود مصطفى _ فلسطينى" و "تامر النصيرات _ مصرى" و "شادى المنيعى _ مصرى وأمه فلسطينية" .. وخلال عام ٢٠٠٩ كانت المنطقة ( ج ) على الحدود المصرية الأسرائيلية وأيضاً المنطقة الحدودية المصرية مع غزة بطول ( ١٣ ) كيلو متر عبارة عن مٓرتعاً ومأوى لهؤلاء وبوابة لمرور وإستقرار الإرهابيون وأقاموا عدد كبير من مخازن السلاح بها ، إضافة إلى سيطرتهم الفعلية على "جبل الحلال" المعروف بدروبه الجبلية الوعرة والتى لم تصل إليها يد السلطات المصرية من قبل ، كما إستطاع هؤلاء المتطرفون التوغل فكرياً داخل بعض قبائل سيناء وتحديداً فى ( ٥ ) قرى فى رفح والشيخ زويد ومنها قرى ( الجورة _ الخروبة _ صلاح الدين _ المهدية _ البُرس )، ونجحوا فى ضم أعضاءاً جدد من أبناء هذه القبائل وساعد فى ذلك جماعة الاخوان الذين سيطروا على جميع مساجد مدينتى "رفح والشيخ زويد" وإتفق هؤلاء الإرهابيون الجدد على ضرورة إستئناف عملياتهم ضد الدولة المصرية بدعم من جماعة الإخوان وقام "ممتاز دغمش" بتنفيذ ( ٣ ) عمليات إرهابية فى القاهرة منها تفجيرى الحسين وعبدالمنعم رياض فى القاهرة ؟ نعم فى القاهرة .. كيف حدث ذلك ؟ عن طريق بعض أعضاء تنظيمه ، وتم التوصل لجميع خيوط التنظيم وكانت المفاجأة وهى : إعتراف بعض أعضاء التنظيم عن قرار قائد التنظيم ممتاز دغمش بنقل عملياتهم من سيناء إلى القاهرة والإسكندرية والمحافظات الأخرى لتخفيف الضغوط الأمنية عليهم فى سيناء وإلهاء الأجهزة الأمنية بما يحدث فى القاهرة .. بسرعة شديدة قام المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام وقتها بإصدار قرار ضبط وإحضار لكل من ( ممتاز دغمش ) ومعه ( أحمد محمد صديق وخالد محمود مصطفى ) لإتهامهم فى التورط فى تفجيرات الحسين وعبدالمنعم رياض ، لكنهم هربوا إلى غزة وعادوا مرة أخرى لمعسكرات التدريب التى أنشاؤها فى جنوب غزة ، كانت قرارات الضبط والإحضار قد تم توجيهها الى السلطة الفلسطينية فى رام الله لأن مصر لا تعترف بإنقلاب حماس على السلطة فى غزة ، لكن السلطة الفلسطينية لم تستطع الضغط على حماس لتسليم المتهمين الثلاثة لمصر لأن حماس تصالحت مع "ممتاز دغمش" وتنظيمه المُسمى بـ"جيش الإسلام" بعد أن إعتبرته حركة حماس بأنه "تنظيم يحمل البندقية للإيجار" لمن يدفع له أموالاً أكثر ، شريطة أن تكون هذه الأموال بـ ( الدولار )