المخاوي.…… 18
لتستكمل معكم قصتنا سنبتعد قليلا عن المخاوي و سنذهب لما حدث في جبل الحلال
_ فى الشهور الأولى من عام ٢٠٠٤ بدأت البذور الأولى لعملية تشكيل أول خلية إرهابية فى شمال سيناء وأطلقوا علي الخلية إسم "التوحيد والجهاد" وكانت قياداتها ثلاثية وتولى القيادة ثلاثة من العناصر الخطيرة فى وقت واحد وهم ( الأول : خالد مساعد _ إبن قبيلة السواركة الذى تخرج من جامعة الزقازيق وعمل كطبيب أسنان فى العريش وكان يلقى دروساً دينية فى مسجد الملايحة ) و ( الثانى : نصر خميس الملاحى _ كان يدرس القانون وتعرف على "خالد مساعد" فى الزقازيق وإنتقل فيما بعد إلى الإستقرار فى العريش وكان يعطى دروساً دينية فى مسجد توفيق ) و ( الثالث : سالم خضر الشانوب _ أحد المتطرفين فكرياً وله خبرات فى إستخدام الأسلحة صناعة القنابل ) .. إتفق الثلاثة على العمل على تجنيد الأشخاص الموثوق فيهم فقط على ان يكونوا من العائلات والقبائل القريبين فكرياً منهم ، وبالفعل نجح الثلاثة فى تجنيد ( ١٠٠ عنصر ) داخل سيناء على ان يتولى "سالم نصر الشانوب" مهام القائد العسكرى للتنظيم ، بالإضافة إلى عدد محدود جداً فى خارج سيناء شٓكلوا خلية أصغر والتى إنحصر وجودها فى محافظة الإسماعيلية .. كانت افكار الخليتين الكبرى والصغرى مرتبطة بالفكر السلفى الجهادى المنتشر فى قرى رفح والشيخ زويد فى مصر وإنتشر أيضاً فى رفح الفسطينية وغزة وتحديداً بعد تنامى دور المشايخ المحسوبين على جماعة الاخوان والسلفية الجهادية والذين سيطروا على جميع مساجد جنوب غزة ويحملون الفكر القطبى التكفيرى المتشدد
.. تعاون "تنظيم التوحيد والجهاد" مع عدد كبير من العناصر التكفيرية التى كانت تنتشر على الحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية وساعد على ذلك سهولة الحركة عبر الأنفاق المنتشرة على الحدود ، وأرتبطوا أيضاً بعلاقات صداقة وعمل ومصاهرة معاً وسادت بينهم علاقات عائلية ، ونجحوا فى بداية نشأة التنظيم فى تنفيذ عمليات إرهابية ما بين عامى ( ٢٠٠٤ _ ٢٠٠٦ ) فى طابا وذهب وشرم الشيخ وإستهدفوا الفنادق والسياح والمدنيين وذلك بعد فترة من الاستقرار الأمنى التى شهدتها مصر وإستمرت لمدة ( ٧ ) سنوات منذ وقوع أحداث الأقصر عام ١٩٩٧ والتى تورطت فيها الجماعة الإسلامية
_ إستطاع جهاز الأمن التوصل إلى كافة خيوط "تنظيم التوحيد والجهاد" ورفع جهاز أمن الدولة بالتعاون مع مصلحة الأمن العام شعار ( الإستئصال ) فى التعامل مع هذا التنظيم ، وبالفعل نجحت الجهود الأمنية فى إستئصال هذا التنظيم وإستهداف قياداته المعروفة وتم تصفية كل من "سالم خضر الشانوب فى نوفمبر ٢٠٠٥" و "نصر خميس الملاحى فى مايو ٢٠٠٦"، وإختفى "خالد مساعد" وأصبحت المجموعات المُلحقة بالتنظيم مُبعثرة وبلا قيادة ونتيجة المطاردات الأمنية والملاحقة المستمرة لهم ماكان من هذه العناصر إلا الفرار إلى المنطقة الجبلية الوعرة فى سيناء للإختباء بها والإستقرار فى ( جبل الحلال ) والذى إمتلأت مغاراته بـ"الإرهابيين الجدد" والذين وجدوا عناصر أخرى كانت تعج بها المغارات وهم من المسجلون خطر ومهربى وتاجرى المخدرات والأعضاء البشرية الهاربين من أحكام قضائية نهائية صادرة ضدهم ،
_ فى نفس هذه الفترة وتحديداً فى عام ٢٠٠٦ حدث ( إنقلاب ) حركة حماس على السلطة فى غزة وساعدها فى ذلك عدد من التنظيمات التكفيرية المتطرفة المسلحة ، ونتيجة تفشي الأفكار السلفية الجهادية فإنتشرت بطبيعة الحال التنظيمات السلفية الجهادية ، نجحت حركة حماس فى السيطرة على بعضها وفشلت فى السيطرة على البعض الأخر ، فحدث الصدام بينهم والنتيجة هروب عدد من العناصر المتطرفة فى غزة عبر الأنفاق إلى "جبل الحلال" فى سيناء ، والسؤال هل هربوا فقط والسلام ؟ أم أنهم هربوا مجموعات أم أفراد ؟ أم هربوا ومعهم سلاحهم ؟ الإجابة بطبيعة الحال هى : هربوا مجموعات وأفراد بسلاحهم وأفكارهم .. لكن كانت المفاجأة وهى : الكشف عن دراية كاملة لهذه المجموعات التنظيمات الهاربة من جنوب غزة إلى الحدود المصرية بكل دروب ومغارات "جبل الحلال" وإعتباره بالنسبة لهم بمثابة ( مخزن سلاح وذخيرة ومتفجرات )