المخاوي.……… 16
… وقف وكيل النيابة أمام الأسانسير ، وشاهد طفل صغير يمسك فى يد والدته بيد وفى اليد الثانية علم مصر صغير ووجهه مرسوم عليه ( علم مصر ) ، وكان هذا الحوار القصير جداً :
_ الطفل مبتسماً لوكيل النيابة : ( تحيااااااا مااااااااااااثر )
_ وكيل النيابة ( يرد الإبتسامة بإبتسامة ) : بتتقال كدا ( تحيااااااااا مصر )
_ الطفل ضاحكاً : أصل أنا يا أونكل سنانى متكسرة من أمبارح وأنا بلعب مع أصحابى فى المدرسة ، ولما سنانى تكبر تانى هابقى أقولها زيك يا أونكل بالضبط كدهووووو ( تحيااااااااا ماااااااثر )
_ وكيل النيابة ( ضاحكاً ) : بس إبقى قولها كدا زيى كدهوووووووووو ( تحيااااااا مصر ) .
… لحظات وكانت هناك مجموعة من القرارات السريعة التى أصدرها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وتم إخطار جميع القطاعات والإدارات بها وهى :
_ إخطار موجه للإدارة العامة للمرور بضرورة فحص جميع السيارات الـ ( لانسر السوداء المُبلغ بسرقتها فى منطقة مساكن شيراتون بمصر الجديدة ) للتوصل إلى السيارة التى يستخدمها منفذى العمليات التفجيرية
_ إبلاغ جهاز الأمن الوطنى بما تم التوصل إليه من معلومات تفيد بهروب ( هشام عشماوى .. المخاوى ) لليبيا وذلك بالتنسيق مع فرع الجهاز بالإسكندرية ومطروح
_ إستمرار تتبُع ( نسرين حسن سيد على _ زوجة هشام عشماوى ) ورصد كافة تحركاتها وإتصالاتها
_ البحث والتحرى عن ( عماد عبدالحميد ) فقط ، أما ( وليد بدر ) الإنتحارى فقد توفى فى عملية الإغتيال التى نجا منها وزير الداخلية
_ إرسال التحريات الجديدة التى قام بها جهاز الأمن الوطنى عن ضابط المرور المقبوض عليه ( محمد عويس ) لنيابة أمن الدولة العليا
======= كانت مصر فى حالة إستنفار أمنى غير مسبوق فى تاريخها ، وكانت كافة أجهزة المعلومات _ الأمنية والسيادية _ تعمل ليلاً ونهاراً لحماية البلاد من خطر الإرهاب المتوقع لمدة اسبوع تقريباً وتحديداً من ( ١٥ سبتمبر ٢٠١٤ حتى ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ ) … وكانت حالة اليقظة الأمنية لها مفعول السحر فى الكشف عن أخطر التهديدات التى تواجه البلاد ، وبناءاً على تعليمات عليا من القيادة السياسية تم الإسراع فى التنسيق بين كافة الأجهزة الأمنية والسيادية الثلاثة وهى (( جهاز الأمن الوطنى التابع لوزارة الداخلية _ مصلحة الأمن القومى التابع لجهاز المخابرات العامة _ إدارة المخابرات الحربية التابعة لوزارة الدفاع )) والتى تعاونت مع بعضها البعض وكانت محصلة هذا التعاون هو :
= الإنتهاء من كتابة تقرير أمنى مشترك حمل ختم ( سرى للغاية ) عن ما تم التوصل إليه خلال الفترة القلية الماضية ، ولم يطلع على هذا التقرير إلا أهم ( ٧ ) شخصيات فى مصر _ بحكم مناصبهم _ وهم ( رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ومدير المخابرات الحربية ومدير المخابرات العامة ورئيس مصلحة الأمن القومى ووزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطنى ) نظراً لأهمية ما جاء به من معلومات لابد أن يتم عرضها على السيد رئيس الجمهورية لإتخاذ مايراه مناسباً حيال هذه المعلومات الهامة ، وقد تضمن التقرير ( ١٦ ) معلومة منها ما يلى ( ملحوظة سنذكر المسموح به فقط ) :
١_ حدثت مشاجرة فى إحدى محطات البنزين بمنطقة الزمالك ، نتيجة قيام رجل _ يتحدث اللغة العربية باللهجة الشامية _ بالإعتداء على العاملين بها ، وتم إستدعاء النجدة ونقطة شرطة الجزيرة والمرور وتبين أنه ( سكران ) وحينما تم تضييق الخناق عليه أخرج جواز سفر أمريكى وقال أنه : دبلوماسى أمريكى ، وتم إخطار مكتب الأمن الوطنى بالجيزة ، وكانت تعليمات وزير الداخلية بإبلاغ وزارة الخارجية لإتخاذ اللازم قانوناً طبقاً للأعراف الدبلوماسية ، وقامت وزارة الخارجية بالتواصل مع السفارة الأمريكية بالقاهرة التى أكدت أنه دبلوماسى فعلا ، لكن وزارة الخارجية المصرية أكدت أنه غير مدرج كدبلوماسي فى مصر وسيتم معاملته بالقانون وإعتباره ( جاسوس ) إن لم يتم ترحيله فوراً من مصر ... ورغم رفض ( مفيد الديك _ الأردنى المُتأخون والحاصل على الجنسية الامريكية _ المستشار الإعلامى لسفارة أمريكا بالقاهرة ) ترحيله ، إلا أن وزارة الخارجية المصرية صممت على ضرورة ترحيله وهو ما حدث بالفعل
٢_ التوصل إلى تولى إحدى الصحفيات الصغيرات مسئوليةالإشراف على إدارة الإعلام فى السفارة البريطانية بالقاهرة فى السر ، وتكليفها بمهام منها ( ضرورة إستقطاب صحفيين مصريين لتبنى فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان فى وسائل الإعلام لعودتهم للحياة السياسية مرة أخرى ) ، على أن يحصل هؤلاء الصحفيين على مبالغ مالية طائلة من وراء ذلك … وقد تم التنبيه علي الصحفية وإبلاغها أنه ما تقوم به غير قانوني ومن الممكن أن تتعرض للإتهام بالتجسس ، وعندما علمت السفارة البريطانية بقيام أجهزة الأمن المصرية بالتنبيه على الصحفية قامت بإبلاغ الخارجية البريطانية التى إستدعت السفير المصرى فى لندن فى سرية تامة وأبلغته بعدم الإقتراب من الصحفية.