الحلقة الثانية
المخاوي……… 12
( دى كارثة ، إزاى دا يحصل ؟ دا الولد الضابط دا بقى يبقى عضو فاعل فى تنظيم هشام عشماوى !! ) كان هذا هو رد اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية على هروب الضابط سامح العزيرى للخارج !! ولهذا أصدر التعليمات الآتية : ضرورة استبعاد الضابط وإحالته للتقاعد وتحويل ملفه لقطاع شئون الضباط بالوزارة وإبلاغ نيابة أمن العليا بما توصلت إليه تحريات الشرطة عنه لضمه للقضية المتهم فيها قيادات وأعضاء كافة التنظيمات الإخوانية وعددهم ( ٣٠٠ ) عنصر متطرف ، مع ضرورة عقد لجنة للتنسيق بين قطاعات الوزارة فيما يخص كافة المعلومات عن التنظيمات الإرهابية وعناصرها وتمويلها وأهدافها ومخططاتها وتحركاتها خلال الفترة القادمة ، والأهم من كل هذا وذاك طلب تقرير جهاز الأمن الوطنى عن "سامح العزيرى" ، سريعاً كان تقريراً سرياً من جهاز الأمن الوطنى على مكتب الوزير وبه عدد من المفاجآت منها :
١_ المباحث تتدخل فى عمل الأمن الوطنى وتحديداً فيما يتعلق بملف "سامح العزيرى"
٢_ "سامح العزيرى" مقبوض عليه مع إثنين ضباط هما ( ضابط فى المرور وضابط فى الرقابة الإدارية ) ولم يهرب لأمريكا
٣_ شقيقه الإرهابى "تامر العزيرى" إستغل بطاقته وعدد من الكارنيهات الخاصة بـ "سامح العزيرى" فى تهريب عنصر إرهابى من الإسكندرية الذى هرب بجواز سفر لـ سامح العزيرى
٤_ "سامح العزيرى" مُدرج إسمه كمتهم فى قضية أنصار بيت المقدس لأنه متورط فى إفشاء أسرار الضباط والشرطة للتنظيم
… هدأ الوزير ، لكنه أدرك أن هناك خلافاً بين الأمن العام والأمن الوطنى ، والأمن العام يتدخل فى عمل الأمن الوطنى لكنه لم يبالى بعد أن صحح الأمن الوطنى معلومات قدمها له الأمن العام وترك الأمور تسير والسلام .. وأصدر الوزير القرار التالى ( ضرورة معرفة أسرار التحقيقات التى تجريها نيابة أمن الدولة العليا مع المتهم الذى يعترف بالمخططات الإخوانية والتى قيل عنها تحمل شعار ( مخطط خ ) ، وعزل قيادات الإخوان عن بعضهم فى السجن ، وتشديد المراقبة عليهم خوفاً من قيامهم بتسريب تعليمات لخارج السجن )
_ ( الطريق إلى محافظة الدقهلية )
كان وكيل نيابة أمن الدولة العليا قد إصطحب المتهم الارهابى الذى إعترف بتفاصيل خطيرة عن الأسرار الداخلية للتنظيمات الإرهابية _ التى يتولى الإشراف عليها الضابط الإرهابى هشام عشماوى الشهير بـ ( المخاوى ) _ إلى المنصورة ، وطوال الطريق طلب وكيل النيابة من المتهم أن يتحدث فقط عن أسرته "والده ووالدته" ، كيف يعيش ؟ وما هى أحلامه وطموحاته ؟
_ المتهم : أنا حابب أحكى لك عن والدى يا حضرة المستشار ، والدى راجل غلبان كان شغال فى المنصورة على باب الله ، لحد ما سافر العراق وقعد هناك فترة وجاب حوالات صفراء وتأخر صرفها ٢٠ سنة بالتمام والكمال ولما صرف مستحقاته من الحوالات الصفراء صرفهم على جواز إخواتى البنات ، تصدق يا سيادة المستشار إنى كنت صغير خالص لما كنت بأشوف والدى قاعد قدام التليفزيون وهوه بيشوف الرئيس السادات بيقول خطاب فى التليفزيون ، تعرف يا سيادة المستشار أبويا كان دائماً يوافق السادات فى كل قرارته وكل ما السادات يقول جملة من خطابه يقف ويفضل يسقف ، ولما السادات إتقتل
_ وكيل النيابة ( يُقاطِع المتهم ) : تقصد ولما السادات استشهد على أيدين الإرهابيين الكبار
_ المتهم : أيوا السادات إستشهد على ايديهم ، والدى بقى بيبكى على السادات وكل أما سيرته تيجى يفضل يقول "الله يرحمك يا سادات" كان شجاع ، وعلى فكرة والدى كمان بيحب "مبارك" انت عارف ليه يا سيادة المستشار ؟ علشان "مبارك" عمل له معاش وبيقبضه كل شهر وبيزيد كل سنة ، والدى بقى كان بيستنى الزيادة دى كل سنة ، والدى ماكنش موافق على اللى حصل فى ثورة يناير لان أيامها معاشه إتأخر لأول مرة ، ووقتها بقى كنت أنا واخد المرتب بتاعى من الإخوان الـ ( ٥٠٠ ) جنيه اللى بأخدهم كل شهر ، إديت لوالدى ( ٢٥٠ ) جنيه منهم ، وقاللى ساعتها ( يا بنى اللى بيحصل فى مصر دا لا يمكن يكون من أولادها ، أولادها ما يحرقوهاش كدا ، أولاد مصر بيحموها ويحافظون عليها ويفدوها بروحهم ، لما كنت فى الجيش فى سلاح المدرعات كنت معمر دبابة ( M 60 ) إتعلمنا الشجاعة وكان همنا نحمى بلادنا ، خد بالك يا بنى من مصر ، خاف عليها وبص لها شوية ، بلدنا محتاجانا أكتر ماحنا محتاجين لها ) ، وفضل والدى يقوللى كدا من ثورة يناير : خد بالك يا بنى من مصر ، خد بالك من مصر الأول وبعد كدا خد بالك من والدتك وإخواتك البنات ، فى الريحة والجاية كان بيقوللى ( خد بالك من مصر ووالدتك وأخواتك البنات ) ،
_ وكيل النيابة : أنا عايز أقولك أننا رايحين دلوقتى المنصورة فى القرية بتاعك علشان نحضر جنازة الراجل الفاضل اللى كان دائماً يوصيك على مصر ووالدتك وإخواتك البنات ، البقاء لله ، شد حيلك ، أنا صممت إنك تحضر الجنازة وضمنتك بٓ رقبتى ، وقلت مش هاكسر بخاطرك ، وأعرف كويس إن إعترافاتك قدمت لمصر كتير قوى زى بالضبط ما والدك كان دائماً بيوصيك ، انت كدا بتعمل بالوصية وبتحافظ على مصر !!
_ المتهم ( باكياً ) : الله يرحمك يا با ، الله يرحمك يا با ، الله يرحمك يا با ، يا حضرة المستشار أنا هاعترف لك بكل حاجة عن التنظيمات دى ، وهاقول كل شيء ومن دلوقتى انا مش هاخاف من الإخوان !!!
_ وكيل النيابة : خلينا فى الجنازة دلوقتى ، عايزك تتماسك وتقف فى جنازة والدك صامد