Thursday, March 10, 2022

العميـــــــــــل ............. 6 ( والأخيرة)
..
و كانت شخصية السادات، الذي لم تعرفه الجماهير الإسرائيلية، محيرة حيث وصف بأنه «أول الفراعنة المسلمين». ففى إطار الحيل التي مارسها قبل حربه، آثر السادات الدمج بين المرحلتين «القديمة» و«الحديثة»، لذلك استحال على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الوقوف على فهم شخصيته، فبدأ الحرب كما لو كان خليفة إسلاميا، ووضع أوزارها كفرعون معاصر.
.
وقد جرى نقاش في ورشة عمل ألفردو (ورشة عمل تنعقد دوريا في إسرائيل، ويدير النقاش فيها مجموعة من ضباط وجنرالات تل أبيب، الذين شاركوا في حرب أكتوبر ٧٣)، حذر ميندس مما وصفه بخطة خداع جديدة في سيناء على نسق خطة الخداع الساداتية، لكنها في هذه المرة ستكون بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى. وخلال إحدى حلقات تلك الورشة النقاشية،
قال ميندس: «السيسى نجح في تمرير جزء كبير من خطته، وربما يصب ذلك في صالح شن حرب مصرية جديدة على إسرائيل، فأنا أرفض التعويل على اتفاقية السلام المبرمة مع المصريين، وأرى أنها لا تصلح درعا يقى إسرائيل حربا مباغتة».
.
إذ يقول في إطار الورشة: «ليست هناك مشكلة حقيقية أمام السيسى وجيشه، إذا أراد تصفية الخلايا الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، فالمصريون يرغبون في استخدام إرهاب سيناء كورقة يمكن من خلالها خداع إسرائيل مجددا، وإقناعها بضرورة تواجد قوات الجيش بكثافة، وبناء أكثر من قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة المصنفة «ج»، لاستغلال كل ذلك في الحرب المرتقبة ضد إسرائيل».
.
الأكثر من ذلك، وما يرسخ للهاجس الإسرائيلى من تكرار مشهد حرب أكتوبر، هو أن خبير الجيوش العربية الإسرائيلى، العقيد متقاعد «بيسح ملوبانى»، شارك هو الآخر في ورشة العمل الإسرائيلية، وتحدث باستفاضة عن الجيش المصرى، مشيرا إلى أنه منذ حرب يوم الغفران قبل ٤٣ عاما، تضاعفت قوة الجيش المصرى أكثر من مرة، وذلك على الأصعدة القتالية والتدريبية والتسليح، إضافة إلى تأهيل جنوده وتدريبهم على الحرب القادمة التي تتخوف منها إسرائيل، إذ إن الأخيرة ما زالت العدو رقم واحد في وجدان وعقيدة المصريين.
كما أكد أن المصريين يتباهون بأن جيشهم يحتل المركز الثامن عشر في قائمة أقوى جيوش العالم، والأول في أفريقيا، والثالث في منطقة الشرق الأوسط قبل إيران.
.
ورأى الخبير الإسرائيلى أن ذلك بات يضع مصر في مصاف القوى الإقليمية، ولا ينفى عنها إمكانية استغلال مقاتلاتها وصواريخها للوصول إلى عمق جبهة إسرائيل الداخلية. وذيّل حديثه بعبارة: إذا أرادت مصر.. فعلت.