Monday, March 14, 2022

 الشيخ و الامير

في فجر يوم الأحد الثالث من يوليو لعام 1977 اقتربت سيارتان من باب فيلا قديمة من طابقين تحيط بها حديقة صغيرة وسياج حديدي مدبب في منطقة هادئة ومعزولة بشارع السايس بحدائق حلوان وتوقفت السيارة الأولي أمام باب الفيلا مباشرة والأخري علي بعد عدة أمتار وأطفئت أنوارها وقفز من السيارة الأولي خمسة أفراد بملابس الشرطة وملابس مدنية أحدهم ضابط برتبة رائد في يد أحدهم مدفع رشاش وتقدموا نحو الفيلا وطرقوا الباب بعنف.
استيقظ جميع من بالفيلا ، وأضيء الطابق الأرضي حيث ينام الجميع ، ومع توالي الطرق ، فتح الباب الابن الأكبر الدكتور حسين النائب المقيم بالقصر العيني دفعوه بشدة وانطلقوا مسرعين إلي الداخل وردد قائد المجموعة "أحمد طارق عبد العليم":
- وسّع إحنا مباحث أمن الدولة .. فين الشيخ حسين الدهبي؟
قبل أن يجيب فُتح باب غرفة داخلية وخرج الشيخ بملابس النوم مذعورًا ليرى أمامه الخمسة وقد شهروا أسلحته ، فسأل ما الخبر ؟ فجاءه الرد بخشونة أنه مطلوب للتحقيق ، وعندما سئل عن السبب طلبوا منه أن يلبس ملابسه بسرعة وهناك سيعرف كل شيء ، وقبل أن يخرج معهم حاول الشيخ أن يهدئ من روع أبنائه وأمهم وأخبرهم أن ثمة خطأ في الأمر وأنه سيعود سريعًا.
تحركت السيارة الأولي بسرعة حاملين معهم الشيخ في الكرسي الخلفي بينما حدث عطل مفاجئ في السيارة الثانية ولم يتمكن سائقها من تشغيلها وعندما خرج الابن الأكبر مسرعًا وراءهم استعان ببعض المصلين من المسجد القريب للفيلا بالإمساك بقائد السيارة والاتصال بالشرطة (تبين فيما بعد أن السيارة المتعطلة رقمها 28793 ملاكي القاهرة وأن سائقها هو "إبراهيم محمد حجازي" أحد أفراد العملية ووُجد بداخلها مدفع رشاش وطبنجتان).
في الطريق سأل الشيخ مرّة ثانية عن سبب القبض عليه أجابه أحدهم بتهكم: لكونك علي علاقة بجماعة التكفير والهجرة فأخذ الشيخ يردد كيف تقولون ذلك؟ إنني ضد أفكارهم علي طول الخط وقد ألفت كتابًا في الرد عليهم وإبطال حججهم وإنني متبرئ منهم إلي يوم القيامة..