"إغتيال كروج" ........... 2 (ج1)
.
كانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت قبل 17 عامًا، ومع ذلك لم ينس اليهود ما تعرضوا له من صدمات بسبب الهولوكوست، وشعروا أنهم يواجهون تهديدًا حقيقيا ، كما أنهم كانوا يحملون كراهية شديدة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وقالت نيوزويك، إن اليهود تعاملوا مع تلك الأخبار كالتالي: "العلماء النازيون السابقون يساعدون عبدالناصر على بدء مشاريعه لإبادة اليهود".
أما جهاز الموساد، الذي لم يقل شيئا لقادته السياسيين أو العسكريين، فكان على علم ببرنامج الصواريخ المصرية، قبل أيام قليلة من تنفيذ التجربة.
يقول آشر بن ناتان، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت، إنه شعر بالعجز بعد سماع تلك الأخبار، ولم يكن ذلك الشعور يسيطر عليه بمفرده، ولكنه كان شعور الإسرائيليين جميعًا، شعروا كما لو كانت السماء تسقط على رؤوسهم.
وسبق أن تحدث ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلي، مرارًا وتكرارًا عن الكابوس الذي أبقاه مستيقظًا طوال الليل، ودعا لإحضار يهود أوروبا الناجين من الهولوكوست إلى إسرائيل، من أجل مساندة بلادهم، ودعمها حتى لا تتعرض إلى محرقة ثانية.
فيما اعتبر الموساد أن إعلان مصر نجاح برنامجها الصاروخي عام 1962 واحدة من أهم وأكثر الأحداث مأساوية في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية. وترتب على ذلك إعلان الموساد حالة التأهب القصوى للدفاع عن البلد، والتصدي للمصريين.
بدأ العاملون في الموساد اختراق سفارات وقنصليات دبلوماسية مصرية في عدة عواصم أوروبية، وتمكنوا من تجنيد موظف سويسري في مكتب شركة مصر للطيران في زيوريخ.