Thursday, November 4, 2021

 الثعلب ............... 4 (ج2)

الإخوان كانوا القوة الوحيدة المؤهلة فى المنطقة السنية العربية للعب هذا الدور، وحسب الرؤية الأمريكية فالإخوان يريدون الوصول للحكم بأى ثمن، لذلك سيقدمون أكبر تنازلات ممكنة، وفى النهاية فإن قدرتهم حسب التوقعات الأمريكية والإسرائيلية فى عام 2010، يمكنهم الاستمرار فى الحكم لفترة تترواح بين ثلاثين وأربعين عاما، تتمتع خلالها إسرائيل بالاستقرار، ويعاد خلالها تقسيم خريطة العالم العربي من جديد.
كل هذه المخططات كانت تحت يدى عمر سليمان، وأطلع الرئيس السابق حسنى مبارك عليها، لكنه بدلا من أن يسارع بإجراء إصلاحات سياسية، تلقى قبولا فى الشارع، بدا مطمئنا دون سبب إلى استقرار الأوضاع، ورغم أن مبارك لم يكن يثق فى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإنه كان يرى أن الأمريكيين مشغولين اكثر بالبحث عن خروج مشرف من أفغانستان، ومواجهة التحدى النووى الإيرانى، ومن ثم فهم فى هذه المرحلة لا تعنيهم مصر..
إضافة إلى أن تقديرات وتطمينات وزير داخلية مبارك، حبيب العادلى، كانت غائبة عن الواقع، ولم يدرك العادلى حجم المؤامرات الخارجية، ولا الغضب الشعبي، ولا كم التأمر الداخلى والأموال التى دخلت مصر لتنفيذ سيناريوهات جديدة على جنرال شرطة عتيق مثل حبيب العادلى.
كان عمر سليمان يرى أن اختيار العادلى وزيرا للداخلية من أكبر أخطاء الرئيس السابق حسنى مبارك. فالعادلى حين كان مديرا لجهاز مباحث أمن الدولة وقعت فى عهده مذبحة الدير البحرى التى راح ضحيتها 58 سائحا أجنبيا وثلاثة مواطنين مصريين فى أعنف هجوم إرهابي تشهده مصر.. وبدلا من أن يحاسب العادلى على إخفاقه هو وجهازه اختاره مبارك وزيرا للداخلية!