Tuesday, November 9, 2021

 


الثعلب ............... 7 (ج2)
.
فى اللقاء، لم يتبادل مبارك الحديث مع أوباما وظل صامتا، واقتصر الحوار على المرافقين، لكن أوباما خرج من هذا الاجتماع بقناعة انه أمام نظام سياسي فى مصر بلغ مرحلة الشيخوخة وأنه يجب تغييره.. وفى هذا التوقيت أصبح أوباما ميالا لوجهة النظر الإسرائيلية القائلة ان نظام مبارك أيل للسقوط، بعكس ما كانت ترى الإدارة الأمركية وتتخوف.
لكن ظل سؤال أخر فى غاية الأهمية: ما الذى يجعل واشنطن تثق فى الإخوان، وتتفق معهم على حكم مصر؟
فى التقديرات الاستراتيجية الرسمية رأى عمر سليمان أن الولايات المتحدة اختبرت التعامل مع الإسلاميين قبل ذلك وارتاحت جدا، وضرب عدة أمثلة.
الإسلاميين ومن بينهم الإخوان المسلمين لعبوا دورا مهما فى حشد الشباب من مختلف دول العالم الإسلامى فى الحرب الأفغانية التى كانت آخر مسمار يتم دقه فى نعش الاتحاد السوفيتى السابق وتسببت فى تفتيته؟
جرب الأمريكيون التعامل مع الحزب الإسلامى فى العراق بعد إسقاط حكم صدام حسين وشارك الحزب الإسلامى الذى يمثل جماعة الإخوان فى الحكومة العراقية التى شكلها الحاكم الأمريكى للعراق بول بريمر.
ساندت أمريكا شيخ شريف محمد الذى كان يدير المحاكم الشرعية فى الصومال والقريب من تنظيم القاعدة، وثبتت حكمه كرئيس للصومال، ووقف فى مواجهة حركة الشباب الأكثر تطرفا وتحالفا مع القاعدة.
الأهم من ذلك أن تجربة حكم حماس لقطاع غزة منذ عام 2007 وفرت الأمن لإسرائيل، ولاحقت حركة المقاومة الإسمية "حماس" مطلقى الصواريخ على إسرائيل، وهو أمر أصبح معروفا ومقدرا داخل الإدارة الأمريكية ولدى الإسرائيليين.
.
بعد كل هذه المعلومات، والتحليل السياسي والاستراتيجى لها لم يعد هناك شك فى أن مصر مقبلة على الأسوأ، وبناء عليه وفى يوم 19 يناير 2011 وعقب انتهاء المؤتمر الاقتصادى الذى كان منعقداً فى شرم الشيخ، طلب عمر سليمان من مبارك ضرورة عقد اجتماع عاجل لبحث التهديدات والمخاطر التى تتعرض لها مصر، وما هى مقبلة عليه فى 25 يناير. لكن الغريب أن مبارك أمر بعقد اجتماع برئاسة رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف يوم 20 يناير، وبدا للواء عمر سليمان أن غياب الرئيس عن اجتماع يناقش موضوع بمثل هذه الخطورة، يشير إلى أن مبارك كان مطئمنا أو غير مصدق لما يمكن ان تواجهه البلاد فى ضوء المعلومات المتاحة والتى كانت تعرض عليه بشكل دورى، او بشكل عاجل.