الثعلب .............1 (ج2)
بعد أن اطلع مدير المخابرات العامة السابق عمر سليمان الرئيس السابق حسنى مبارك على فحوى اللقاءات الثلاثة التى عقدت فى منزل آمن تابع للمخابرات الأمريكية فى أنقرة، بين المخابرات الأمريكية وثلاثة من قيادات الإخوان، والتى انضم إليها فى اليوم الثانى مدير المخابرات القطرية، ثم مسئول كبير فى المخابرات التركية، وما أسفرت عنه الاجتماعات من الاتفاق على إسقاط الحكم فى مصر واعتماد ثلاثة مليارات دولار من قطر لجماعة الإخوان لتنفيذ الخطة المتفق عليها، طلب الرئيسالسابق مبارك من الجنرال عمر سليمان أن يبقيه على إطلاع، وشدد عليه ألا يقوم بأى تحرك مستقبلى دون إخطاره شخصيا.
لم يدرك مبارك حجم التهديدات التى يتعرض لها نظام الحكم فى مصر، وربما ركن إلى تأكيدات وزير داخليته أن عناصر الإخوان تحت السيطرة الأمنية، وأنهم لا يقومون بأى خطوة داخل مصر دون التنسيق مع جهاز أمن الدولة، فى الوقت نفسه كان مبارك على قناعة تامة بأن قطر أصغر من أن تهدد مصر، لذلك لم يأخذ المعلومات التى نقلها إليه عمر سليمان بالجدية اللازمة، أو لأنه لم يرد الدخول فى صدام مع الولايات المتحدة الأمريكية فى هذا التوقيت.
ورغم أن مبارك شخصيا كان هادئا ومطئنا أنه لن يحدث فى حكمه شيئ، وأنه يتجه للراحة او استراحة المحارب كما قال فإن عمر سليمان وجهازه لم يهدأوا، فحين يتعلق الأمر بالأمن القومى لمصر، لا تهدأ المخابرات أبدا، خاصة وأنه حسب تقديرات المخابرات العامة المصرية، فإن مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى وضع فى عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش لم يسقط بخروج الجمهوريين من الحكم، وتدرك المخابرات جيدا أن تغيير الرئيس فى الولايات المتحدة لا يؤدى لتغيير السياسات التى تصاغ بمعرفة النواة الصلبة من خبراء فى مجلس الأمن القومى والبنتاجون والمخابرات الأمريكية، وغيرها من المؤسسات التى تضع السياسات الرئيسية للولايات المتحدة.
لم يتوقف الأمر عند الاجتماعات الثلاثة التى عقدت فى أنقرة وإنما تلتها سلسلة من التحركات والاجتماعات فى عدد من العواصم الأوروبية وإنتقل الأمر في منتصف عام 2010 إلى بريطانيا ومنها إلى باقي الدول الأوروبية حيث إلتقى ممثلون للإخوان المسلمين بممثلين لإسرائيل ضمن ثماني إجتماعات خلال النصف الثانى من عام 2010 عقدت فى بريطانيا ثم بلجيكا ثم فرنسا ثم هولندا ثم إيطاليا ثم سويسرا ثم ألمانيا ثم أستراليا.