Monday, October 18, 2021

 الثعلب ............. 6 (ج1)


وحين تولى عمر سليمان قيادة جهاز المخابرات قرر نقل مركز الثقل الجهاز إلى تركيا وهو ما لم يكن مفهوما كثيرا في ذلك الوقت حتى للكوادر التى قامت بتنفيذ التوجه الجديد لكن فيما يخص عمر سليمان فإنه كان يسعي وراء شئ يدركه دون أن يراه ويشعر به ودون أن يستطيع ضبطه وفي سبيل ذلك قرر عمر سليمان إضافة إلى نقل مركز الثقل إلى تركيا وضع مصفوفة جديدة من الكلمات الحمراء لإتصالات الإنترنت ، والكلمات الحمراء في مفهوم رجال المخابرات هي الكلمات التى ما أن يتم نطقها أو كتابتها حتى تبدأ أجهزة التنصت القيام بتسجيل كل شئ لحين الحاجة إليه أو الرجوع إليه وعلى خلاف ما يتخيل الكثيرون فإن البرامج التى تقوم بذلك ليست ضمن نطاق الاتفاقات الأمنية بين مصر وأمريكا لكنها مجموعة من البرامج التى قام بتطويرها خبراء مصريون.
لم يكن عمر سليمان يثق كثيرا في التعامل مع أمريكا بأفق مفتوح وكان يردد دائما أن إسرائيل تتعامل مع أمريكا بشكل مختلف عن ما يراه العالم وكان محقا في ذلك فإسرائيل تحتفظ بعلاقات إستخباراتية قوية مع أمريكا لكنها لا تجد غضاضة في التحوط منها بل وممارسة أعمال الجاسوسية والجاسوسية المضادة أيضا على أراضيها
نفس الأمر كان متبعا داخل جهاز المخابرات المصرية لكنه وبعد عام 2009 أصبح أكثر حدة للدرجة التى دفعت أجهزة الأمن الأمريكية لإعادة بعض المبعوثين الدراسيين إلى مصر كما دفعتهم لتشديد الرقابة على مراسلات السفارة المصرية ولقاءات الدبلوماسيين المصريين هناك.
ونتيجة لتكثيف العمل المخابراتى المصري على الأراضي التركية رصدت عناصر المخابرات فى شهر فبراير 2010 لقاءات على مدار ثلاثة أيام في أحد البيوت الآمنة بأنقرة لعناصر من الإستخبارات الأمريكية وثلاث قيادات من الإخوان المسلمين وصلوا قبل بداية اللقاءات بيوم واحد
وكان اللقاء الأول مغلقا ضم فقط القيادات الإخوانية الثلاث وعنصرين من الإستخبارات الأمريكية انضم لهم في المساء ضابط مخابرات تركي وامتد اللقاء إلى الساعات الأولي من الصباح