الثعلب ............ 3 (ج1)
.
تم الإستعاضة عن إلغاء زيارة أوباما بالكثير من الإجراءات الأمنية الغير مسبوقة حتى في زيارات رؤساء الولايات المتحدة للشرق الأوسط فبدلا من إستقلال أوباما لسيارة تقله هو وهيلاري كلينتون إلى جامعة القاهرة التى أصر على إلقاء خطاب تحت قبتها منفردا دون أن يصحبه مبارك تغيرت الخطط الأمنية للموكب تماما فتم تجهيز طائرة الرئاسة التي لم تكن في الحسبان لنقل أوباما وهيلاري كلينتون والوفد المرافق لهما إلي جامعة القاهرة ليهبط أوباما أمام قبة الجامعة ويدخل دون سابق إنذار أو إعلان إلي القاعة.
أيضا تم إلغاء لقاء محدد سلفا لأوباما مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة «شالوم كوهين» والعاملين بالسفارة بمقر السفارة القريب من جامعة القاهرة بعد خطاب أوباما بجامعة القاهر أيضا لدواع أمنية وإضافة لذلك تم إغلاق السفارة الإسرائيلية ومنح الدبلوماسيين الإسرائيليين أجازة بدلا من اللقاء.
أوباما كان يدرك أنه بمثابة رجل يعلن الحرب على مصر من داخل مصر وفي وجود الرئيس الشرعي للبلاد لكنه كان يتصرف بمنطق أنه رئيس الدولة التى تحكم العالم والتى سأمت من الكيانات الصغيرة التى تحصل على معونات من أمريكا بينما تعارضها كثيرا …
.
تحديدا كان أوباما يهمس لهيلاري كلينتون أن تلك الزيارة هي آخر زيارة لرئيس أمريكي إلى مصر لأن مصر لن تستمر في الوجود طويلا ( فيما بعد زار اوباما إسرائيل والأردن ورفض زيارة مصر في عهد مرسي لأنه كان يريد الحفاظ على وعده) ومبارك من جهته كان يدرك أن الأمر قد شارف الإنتهاء ..لم يعد يفكر في توريث أو حتى إعادة الترشح للرئاسة وكان يري أن الحل الأمثل تصعيد عمر سليمان وتأهيله لكي يصبح الرئيس القادم لمصر ففي النهاية هو من يعلم كل التفاصيل حول المخطط القادم.
.
عمر سليمان كان مؤمنا بأن مصر ستصبح مندفعة نحو مواجهة بالسلاح على أرضها وضد أعداء من داخل الوطن نفسه وكان يؤمن أن رجلا مدنيا على رأس الدولة لن يكون مناسبا لقيادة تلك المرحلة التى كان يتوقع خلالها مواجهة ليست عسكرية بالمعنى الحرفي للكلمة لكنها أمنية في مجملها يتخللها عمليات عسكرية كان يراها ضرورية للسيطرة عبر قوات خفيفة محمولة على محاور معينة في سيناء والصحراء الغربية الجبهة الجنوبية.