Sunday, August 1, 2021

 محاربات الأمازون ......... النهايه

لاحقا تم العثور على 50 قبرا على رقعة تمتد بين اوكراينيا وكازاخستان، وبعضها تحتوي على رماح واجربتها وسهام وخناجر وسيوف ودروع وملابس حديدية. بعض الباحثين حاولوا تفسير الامر انه لاغراض طقوسية وان بعض اللقى في بعض القبور تشير الى ان لبعض النساء وظيفة كهنوتية. غير انه جرى العثور على رأس سهم في صدر احدى النساء، مما يشير الى انها ماتت اثناء معركة. إضافة الى ذلك نجد ان مقابض الخناجر والسيوف اصغر مما يستخدمه الرجال، الامر الذي يحسم لصالح ان الاسلحة في المقابر جرى تصميمها خصيصا للنساء. إضافة الى ذلك جرى العثور على عظام ساقين من هيكل لفتاة في عمر الثالثة عشرة كانت الساقين ملتويتان الى الخارج مما يدل على ان الفتاة ركبت الخيول في سنوات مبكرة. مجموعة الادلة تجعل الباحثين واثقين من ان النساء كانوا محاربات تحديدا.
هذه النساء تنتمي الى قبيلتين بدويتين تسميان sauromatian & sarmatian. هاتان القبيلتان كانتا تعيشان متنقلاتان في السهول ويرعون القطعان. وكلا القبيلتان ينتميان الى شعب skyter, وهو شعب من الفرسان المقاتلة ، واصله مجهول حتى الان. هؤلاء كانوا ينتشرون في سهول اسيا الوسطى في القرن 800 قبل الميلاد. لم يكن هذا الشعب يملك لغة مكتوبة وارثه الوحيد الذي خلفه لنا هو مجموعة كبيرة من المقابر المدورة تسمى كورغان. Kurgan.
المؤرخ هيرودوتوس الذي قضى جزءً كبيرا من عمره بالترحال، وصف هذا الشعب بأنه " بربري بشكل خاص ومتعطش للدماء". يذكر ، من بين اعمالهم، انهم قاموا بسلخ جلد اعدائهم وقطع رؤوسهم من اجل استخدام جماجمهم ليشربوا بها. الاكتشافات في قبور هذا الشعب تشير الى ان كتابات هيرودوتوس لربما كانت الاقرب الى وصف الواقع، بما فيه عن نساء الامازون وموقع هذا الشعب الجغرافي.
حسب الاسطورة الاغريقية قاتل نساء الامازون الى جانب ملكة طروادة عام 1180 قبل الميلاد. ملكتهم السابقة كان اسمها بنثيسيليا Penthesileia, وصادف انها قاتلت مباشرة مع اعظم ابطال الاغريق آخيل. كان قتال الملكة شجاعا وعظيما ولكنها بالطبع لن تستطيع الانتصار على افضل ابطال ذكور الاغريق. وكما هو منتظر غرز رمحه في صدرها. بعد ذلك رفع خوذتها عن وجهها ليقع على الفور في حبها ولكن بعد فات اوان انقاذها. في رواية اخرى سارع آكيل الى اغتصابها قبل ان يبرد جثمانها.
يشير الباحثين الى ان الاسطورة لها جذور في ماضي سحيق عندما كانت المراة تتمتع بسلطة عظيمة. في العصر البرونزي والعصر الحجري كان الناس يعبدون الربة الكبرى الخالقة بالولادة. كان الخلق يتساوى لديهم مع الولادة ولذلك كان الخالقة بالضرورة ربة انثى. ذلك يتطابق ايضا مع كون المراة في ذلك العصر لازالت تقف على قمة المجتمع-العائلة، والمراة هي التي كانت الشيخة والكاهنة والاكثر حظوة وممثلة الربة على الارض. مع الزمن وكبر العشيرة والتحول الى النهب والسلب بعد ان قامت بعض القبائل بمصادرة الاراضي المشاعية وتحويلها الى الزراعة، الامر الذي اضر بالقبائل المتنقلة، انتقلت وظيفة المراة الى الرجل المقاتل ليصبح ممثل الله على الارض. الصراعات الناشئة رفعت من قيمة الذكر على حساب المراة التي سقطت قيمتها القيادية. غير ان بعض القبائل المتنقلة حافظت على عاداتها القديمة، وهو الامر الذي تشهد عليه حفريات القبور ولربما الاساطير الباقية هي محاولة من الذكور لتنظيف ضميرهم وتخديره على مايفعلوه بالمراة.
النهــــــــــــــايه