العميـــــــــــل ............. 2
فى مقدمة الكتاب يوضح شيمون ميندس المؤلف الإسرائيلى خلال عمله في مؤسسة الاستخبارات العسكرية، لم يعلم هو ورفاقه أي تفاصيل عن أشرف مروان، فالنذر الضئيل من المعلومات حوله لم يتضح سوى رويدا رويدا، بعد أن وضعت حرب يوم الغفران أوزارها، وتبارت الأقلام الإسرائيلية وغيرها في الحديث عن مدى ولائه للدولة العبرية،
.
وهو الأمر الذي استرعى انتباه ميندس ضابط الاستخبارات المخضرم، فقرر مواجهة كوادر المؤسسة الاستخباراتية بما أعده من دراسات، يؤكد مضمونها: أن مروان كان رجل السادات، وأن كل ما قيل عنه في إسرائيل يجافى الصواب.
لكنه فوجئ بردود فعل سلبية، وتجاهل غير موضوعى، يطل برأسه من النوافذ السوداء التي تحيط بمؤسسة بلاده الاستخباراتية؛ ومع إصراره على مواجهة صقور تل أبيب، نال ردا أكثر سلبية: «لا نكترث بالماضى، ولا يشغلنا سوى المستقبل».
.
وخلافا للثوابت التي روّجت لها الدوائر المعنية في تل أبيب، انتفض شيمون ميندس المؤلف الإسرائيلى، ممتطيا صهوة المنطق، وشكك في ولاء أشرف مروان لإسرائيل، وجزم بأن الكيميائى المصرى لم يكن يوما عميلا لرئيس الموساد تسيبى زامير، وإنما على العكس من ذلك، كان صنيعة الرئيس أنور السادات، الذي وضع عليه رداء «إيلى كوهين»، وغرسه في «مخ» أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ليقود به خطة خداعه الثلاثية، التي «خدَّر» بها إسرائيل، وأوهمها بموجب معلومات وتقارير مروان، باتت عضوا فاعلا في المداولات العسكرية المصرية؛
.
كما استند المؤلف الإسرائيلى في ذلك إلى اعتراف رئيس الموساد « تسيبى زامير» نفسه: «استطعت من خلال المصدر (مروان) المشاركة في جلسات المداولات العسكرية داخل قيادة أركان الجيش المصرى، وكنت حاضرا بقوة في أحاديث السادات مع السوفييت، واطلعت على أنواع الأسلحة التي يرغب المصريون في الحصول عليها».