الثعلب ..............5 (ج3)
.
لاحظ رجال عمر سليمان أيضا أن عددا من عناصر حماس وحزب الله كانوا موجودين فى ميدان التحرير، بينما تحركت مجموعتان واحدة فى اتجاه وادى النطرون، والثانية ناحية سجن أبو زعبل، ونجحت حماس وحزب الله فى إخراج عناصرهم من السجون، لكن الملاحظة المهمة التى توقف عندها عمر سليمان هى أن وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى لم يكن مقدرا لحجم خطورة ما سيجرى يوم 28 يناير، و لجأ إلى الإجراءات العادية أمام حدث غير عادى بالقبض على 8 من قادة الجماعة ليلة 27 وفجر 28 يناير، وكأن القبض على 8 من أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة سيفشل مخطط الحشد الكبير.
الملاحظة الثانية أنه بينما كان كل رجال المخابرات العامة فى أماكن عملهم، بما فى ذلك اللواء عمر سليمان ومساعديه، كان العادلى يوم 28 يناير يمارس جدوله الاعتيادى، ذهب لافتتاح مسجد الشرطة فى 6 أكتوبر، وصلى به الجمعة، ثم ذهب إلى منزله، قبل أن يصل وزارة الداخلية فى لاظوغلى فى حدود الثالثة ظهرا، والأمور على وشك أن تفلت.
فى الخامسة مساء بدا واضحا أن الشرطة لم تعد قادرة على مواجهة كل هذه الحشود فى الشارع، وتقريبا ترك لكل ضابط أن يأخذ القرار بنفسه وفى ضوء ما يتعرض له، وبينما كانت قوات الشرطة على الأرض تستغيث لم يكن أمام القيادة سوى أن تطلب منهم الثبات لحين وصول الدعم، ولم يكن هناك أى دعم
فى السادسة مساء، اتصل حبيب العادلى بالرئيس مبارك وطلب منه أن ينزل الجيش إلى الشارع، الشرطة انكسرت!
