الثعلب ............... 3 (ج3)
.
كانت أحداث المحلة فى 6 أبريل 2008 بروفة مصغرة لما حدث فى جمعة الغضب فى 28 يناير 2011، فقد انطلقت تظاهرات سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف وتخريب وسرقة ونهب، شملت إتلاف بعض البنوك والمدارس، والهجوم على أقسام الشرطة، وحرق السيارات، لكن الملاحظة الأهم فى ذلك اليوم أنه كانت تأتى دراجات بخارية مسرعة على كل دراجة شخصان، يقومان بتهييج المتظاهريين، ومن ثم توجيههم إلى الأماكن المراد الهجوم عليها.
و كانت ظاهرة راكبى الدراجات النارية جديدة على مصر، لكنها أحد الأساليب التى يتبعها الحرس الثورى الإيرانى، فى الهجوم على المعارضين، وهو يستخدمها بشكل عكسي، أى لتفريق المظاهرات وليس حشدها.. ما اظهرته التقارير الأمنية عن أحداث المحلة فى أبريل 2008 هو أن راكبي الدراجات كانوا من عناصر جماعة الإخوان المسلمين.. وكانت هذه المعلومة قد وصلت إلى الأجهزة الأمنية، لكن لم يتم التعامل معها، وربما تم اعتبارها داخل جهاز الشرطة أمر عارض يمكن التعامل معه.
لكن المفاجأة المهمة أن ظاهرة راكبي الدراجات النارية كانت المشهد المهم يومى 28 و29 يناير 2011.أمام كل أقسام الشرطة التى تم الهجوم عليها والاستيلاء على الأسلحة الموجودة بها، ثم حرقها.
و حتى ظهر 25 يناير 2011 لم تكن المؤشرات على الأرض تشير إلى حدث كبير، رغم توقعات المخابرات العامة بتجمع نحو مائة ألف محتج، خرجت مظاهرة من نقابة الصحفيين، وظهر الإخوان ظهورا خجولا فى شارع قصر العينى امام مجلس الشعب، ولم تكن الشرطة تتعامل بشكل عنيف، لكن ظل الجنرال على قلقه، وهو ما تحقق فى مساء نفس اليوم حين بدأت أعداد كبيرة فى التدفق على ميدان التحرير، حتى صدرت أوامر للشرطة بتفريق المظاهرات وعدم السماح للمتظاهرين فى الميدان بالاعتصام.. وبينما كانت الشرطة تفض الاعتصام فى التحرير وتفرق المحتجين، لاحظت أجهزة المعلومات صدور دعوة فى الحادية عشر مساء تحمل اسم جمعة الغضب 28 يناير.
