ويعد "زوسر" أول ملك توغل فى نوبيا السفلى فيما وراء الشلال إلى المحرقة فى منتصف الطريق إلى الشلال الثانى. وهو الذى ينسب إليه اليونان فتح الإقليم المعروف بإسم "دوديكاشين" أى المنطقة التى تبلغ نحو 143 كيلو متراً من الفنتين فصاعداً.
وقد عثر فى دهاليز هرمه المدرج على أوان من الأحجار الصلبة من المرمر والجرانيت والديوريت والإردواز وغيرها من أنواع الأحجار الصلبة النادرة ويبلغ عددها أكثر من ثلاثين ألفاً غير أن معظمها وجد مهشماً وربما يرجع ذلك إلى زلزال أرضى أو إلى أنها قد كسرت عمداً لأسباب جنائزية. وقد وجد بين هذه الأوانى أشكال تنم عن منتهى الرقى فى دقة الفن وحسن الذوق والأناقة والتنسيق إلى حد يعجز القلم عن وصفه, وقد وجد على بعضها أسماء الأشخاص الذين أهدوها إلى الملك مكتوبة بالمداد الأسود, ولا نكون مغالين إذ قلنا إن قطع الحجر اللازم لصنع بعض الأوانى الكبيرة وتنسيقها ربما إستغرق عاماً كاملاً من مجهود صانع واحد. وقد كان لهذا الكشف أثر عظيم فى تحويل آراء علماء الآثار إلى الأهرام الكبيرة وعما عساه أن يوجد فيها من المخلفات.