أنشأها محمد على باشا لتكون دارا لضرب النقود وسكها ، وتقع هذه الدار وفقا لما ذكرته الوثائق إلى الشرق من ديوان الكتخدا أو سراى العدل وسراي الجوهرة وفى الناحية الجنوبية من مسجد محمد على باشا ، وكان مكانها دارا قديمة لسك النقود يرجع تاريخها إلى سنة 1121 هـ / 1709م كان قد أنشأها الوالي العثماني " إبراهيم باشا القبطان " الذى تولى حكم مصر فى الفترة من 19 ذى القعدة سنة 1121هـ إلى 15 رجب سنة 1122هـ / 20 يناير سنة 1710م إلى 9 سبتمبر 1710 م
وقد قام محمد على باشا بتجديدها وترميمها وإضافة مبان جديدة لها وقد بدأ فى إنشاءها سنة 1227 هـ / 1812م وكان تاريخ افتتاحها سنة 1243هـ / 1827م بعد إضافة مبان جديدة لها ، وقد أثبت محمد على باشا تاريخ هذا التجديد على لوح رخامي يقع فوق بابها الأوسط فى كتابة من سطرين نصها :
" جدد هذا المكان المبارك الوزير الأعظم محمد على باشا مصر حالا وكان ذلك فى عام 1227 هـ " .
ولقد كانت دار الضرب تعرف باسم الضربخاناه وكانت تجمع عددا كبيرا من الصناع والعمال بلغ سنة 1227 هـ / 1812م نحو خمسمائة صانع ، وقد اشتهرت النقود المصرية
وكان بدار الضرب مصنعا لصهر وسبك المعادن وكان معينا به
أشخاصا يشرفون على نقل الخامات إلى مصنع الصهر وعلى التعبئة وصب المزيد
المصهور فى شكل سبائك وكانت رقابة دار سك النقود وأدواتها من سلطة الباشا ، وكان بها أيضا عدة أماكن لعملية الصهر والحدادة والطرق ومعمل خاص بالترقيق وأخر لعملية التقطيع وعملية التبييض كما كان ملحقا بها قلم عرف باسم قلم المباحث المتنوعة التابع لدار المحفوظات .